-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
«العثماني الخبيث».. لم يكن هذا الوصف مجرد كلمتين عابرتين خلال برنامج تليفزيوني لبناني، فصداهما أوجع نظام أردوغان ونكأ جراحا قديمة فسارع إلى الاحتجاج عبر سفارته في بيروت، في وقت حرّكت أنقرة جماعات موالية لها في لبنان للردّ على ما اعتبرته «إهانة» لرئيسها مطالبة بتدخل وزارة الإعلام مع السلطات المختصة لضمان ما أسمته بـ«الاحترام الواجب» لرئيس تركيا، الذي أفقده توريطه الشعب التركي واستنزاف ثرواته في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، احترام الداخل والخارج.

وكان الوزير اللبناني السابق وئام وهاب وصف خلال لقاء في «تلفزيون الجديد (الأربعاء)» الرئيس التركي بـِ «العثماني الخبيث»، وحذر وهاب وهو رئيس حزب التوحيد العربي من خطورة أردوغان، وبعدها تلقى مقدم البرنامج الإعلامي اللبناني نيشان رسالة وصفته باللاجئ، باعتبار أنه لبناني من أصول أرمنية، فرد مؤكدا أن أردوغان «ابن مليون خبيث».


وشهد لبنان العام الماضي حادثة هي الأولى من نوعها، تمثلت في مسيرة حاشدة شارك فيها نحو 15 ألف شخص وبحضور الأحزاب الأرمنية، وتم خلالها حرق العلم التركي ومطالبة أنقرة بالاعتراف بمذابح الأرمن التي وقعت قبل أكثر من 100 عام. ويقدر الباحثون أعداد ضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون شخص عام 1915، وهي وصمة عار تلاحق تركيا حتى الآن. وتعترف نحو 31 دولة بينها الولايات المتحدة بجرائم الإبادة الجماعية للأرمن. وطالب حزب «الطاشناق»، وهو أكبر حزب أرمني في لبنان، الحكومة اللبنانية باعتماد يوم 24 أبريل يوماً وطنياً لإحياء ذكرى إبادة الأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العُثمانية.

وكان لافتا تجنيد النظام التركي لوكلائه في لبنان للرد على نيشان، زاعمين أنه أساء لتاريخ المسلمين وأنه يثير النعرات الطائفية والمذهبية.

الرئيس اللبناني ميشال عون نفسه شن في سبتمبر الماضي هجوما حادا على تركيا، مذكرا بالتاريخ الأسود للحقبة العثمانية في لبنان، وذلك في خطابه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس بلاده. وقال إنّ «كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. وأضاف عون، أن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات الآلاف من الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة».