لم يعد هناك أي شك في أن سلوك رئيس النظام التركي أردوغان المتهالك سياسياً والمدمر اقتصادياً؛ يعيش حالة من الشيزوفرينيا والتناقض التي تظهر عليه جلياً، كونه أصبح خارج سياق التاريخ ويغرد خارج السرب ولا يعي شيئاً عن حقيقة الواقع الجيوستراتيجي الذي تعيشه المنطقة برفضها للإسلام السياسي والفكر الظلامي وأوهام الخلافة المزعومة، متجاهلاً الوضع المزري الذي وصل إليه الشعب التركي مادياً، إلى جانب حالات القمع والانتهاكات ضد شعبه، الذي أصبح يعيش على فتات الخبز.. ولم يستمر نظام أردوغان على سياساته الداعمة للفكر الإخواني في ليبيا وتونس أو سياسياً وعسكرياً ومادياً فحسب، وإنما بات يهدد الأمن القومي العربي مستغلا تغلغله في ليبيا وتونس ونشر الفكر الظلامي لتعزيز مواقعه بهدف زعزعة استقرار المنطقة والتأثير على الأمن والسلم الإقليمي والدولي؛وظهور مؤشرات جيوستراتيجية خطيرة استعمارية معلنة لتركيا في ليبيا وتونس عبر أذرعها الإخوانية لاستعادة الهيمنة العثمانية البائدة من خلال توظيف الإسلام السياسي وتكريس الفكر الأيديولوجي الظلامي لفرض نموذج للزعامة الإسلامية الشعبوية المزعومة لاكتساب الهيمنة السياسية من خلال استعمال السرد الخطابي التحريضي واللغة الشعاراتية في المزاوجة بين الترويج للإسلام السياسي وأحلام الخلافة الذي بدا من الطموح السلطوي لأردوغان ورغبته العارمة في الهيمنة غير المحدودة محلياً وإقليمياً، من خلال شعارات زائفة مجانية وتبنيه لقصص بزعم دعم الشعوب المضطهدة، لتخفي مكاسب ربحية سريعة والتأثير على الشعوب باسم الإسلام السياسي والتركيز على النموذج التركي العثماني واللعب على أوتار الخطاب الشعبوي واستخدام أوراق مظلومية الشعوب الإسلامية، حيث أضحى متمرساً في الخطابة الديماغوجية للوصول إلى حلم الخلافة العثمانية الآفلة. لقد نثر أردوغان الدماء على الأرض، متدخلاً في شؤون سوريا والعراق والسودان وليبيا، واهماً بإحياء خلافة أضحت ذكرى في مزبلة التاريخ.. ولم يعد هناك أي خيارات للتعامل مع النظام التركي؛ بعد أن تجاوز كل حدوده؛ إلا تضامن الدول العربية قولاً وفعلاً مع مصر قيادة وحكومة وشعباً للدفاع عن الأمن القومي العربي، والوقوف ضد المشروع الأردوغاني لإحياء الخلافة في ليبيا.. وأن يتجاوز وزراء خارجية الدول العربية، الذين يعقدون اجتماعاً طارئاً اليوم (الثلاثاء) لبحث الوضع في ليبيا؛ مرحلة النفي والاستنكار؛ إلى دعم موقف مصر لتحرير ليبيا من الغزاة الظالمين.. وعلى المراهنين على سيطرة المليشيات المسلحة على ليبيا بدعم المحتل التركي أن يراجعوا مواقفهم، كون مصر ستدافع عن الأمن القومي العربي ونسف أوهام الغزاة الأتراك الحالمين بإحياء الخلافة العثمانية.. وعندما تحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل أيام عقب تفقده الحدود الغربية؛ على قدرة دحر مشروع الجماعات المتطرفة في ليبيا التي تتحرك عن طريق الممول القطري والمهندس الإخواني والذراع العسكرية التركية بتنفيذه عن طريق عصابات المرتزقة والإرهابيين.. نحن اليوم في مفترق طرق وعلامة فارقة في المواجهة بين مشروع الدولة العربية الوطنية ذات السيادة والمخطط الهادف إلى نشر الفوضى والخلافة الإخوانية المزعومة، حيث عبرت مصر عن موقف حازم ضد التدخل التركي السافر الذي لا يستهدف ليبيا فقط وإنما يستهدف المنطقة العربية ككل بمظلة إخوانية. ومن المؤكد أن الجيش المصري قادر على إيقاف العبث التركي في ليبيا بدعمه للمرتزقة والجماعات المتطرفة، ومن ساند الليبيين لإخراج المستعمر الإيطالي قادر على دحر المحتل التركي، إلا أن المطلوب من الدول العربية توضيح مواقفها بشكل شفاف وصريح، لأن زمن الأقوال ولّى ونحتاج إلى أفعال لإنهاء أوهام الغزاة الظلاميين..
إنها «ازدواجية وشيزوفرينيا» أردوغان..
إنها «ازدواجية وشيزوفرينيا» أردوغان..