-A +A
حسن باسويد (جدة)

شنت مجلة نيوزويك الأمريكية هجوما عنيفا على «نظام الحمدين» في مقالة لها اليوم (الثلاثاء) على خلفية الدعوى التي رفعها عضو الحزب الجمهوري البارز والمناهض لقطر إليوت برويدى مؤخراً، الذي يتهم عددا من المستشارين في مجموعة (GRA) التي تضم كوكبة من الشركات الفرعية الأخرى والشركات الوهمية التي يديرها الخبير السابق في وكالة المخابرات المركزية والحرب السيبرانية كيفين تشالكر بالعمل مع جماعات الضغط المستأجرة من قبل حكومة الدوحة لاختراق اتصالاته الشخصية والتجارية، وزرع قصص كاذبة بهدف تدمير سمعته في وسائل الإعلام، ووضعه على قائمة الأهداف ضمن معارضي دعمها للإرهاب، التي تريد حكومة قطر تحييدها.

وأشارت «نيوزويك» إلى أن وكالة الاستخبارات الامريكية (سي آي أيه) صرفت ببذخ على البنية التحتية للوكالة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، ودربت وزرعت الآلاف من العملاء الذين أصبحت لديهم قدرات عالية في هذا المجال، وباتت قدرات أمريكا في الحرب السيبرانية لا يعلى عليها، ومكنها ذلك من التنصت والقرصنة على الاتصالات الإلكترونية والمعلوماتية لأي شخص تقريبًا في جميع أنحاء العالم.

وتساءلت المجلة الامريكية قائلة «ماذا يحدث عندما يترك هؤلاء الخبراء الخدمة الحكومية؟ ماذا يحدث عندما توضع هذه القوى المخيفة في خدمة الدول المعادية الراعية للإرهاب والتطرف، لشن الحرب السيبرانية نيابة عن دول وعملاء أثرياء؟ ومن ثم تستهدف المواطنين الأمريكيين؟»

ونوهت إلى أنه على مدى العقود الـ6 الماضية، اعتمدت عشيرة «آل ثاني» الحاكمة في قطر على جماعة الإخوان المسلمين من أجل الشرعية الأيديولوجية، واستخدمت ثروتها من النفط والغاز للترويج لأفكار الإخوان من خلال شبكة الجزيرة الضخمة وإيواء مسؤولين رفيعي المستوى من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم ممن ينتمون إلى جماعات إرهابية في عاصمتها الدوحة.

وأضافت أن قطر أنفقت ببذخ على الحملات الدعائية والتأثيرية والإعلامية في الولايات المتحدة من أجل القضاء على سجل الإمارة المعروف عنه في الترويج للتطرف في الخارج، وهذا موضوع يعتبر حساسا بالنسبة لسمعتها السيئة.

وألمحت «نيوزويك» إلى أنه تم دفع مبلغ (100 مليون دولار) على الأقل لشركة (GRA)غامضة مؤلفة من خبراء أمريكيين سابقين وخبراء في الحرب السيبرانية لإجراء حملات متقنة ومتطورة على مدى سنوات من القرصنة والمراقبة والتشهير ضد المعارضين الأمريكيين لقطر والإخوان المسلمين، وفقًا لوثائق قانونية جديدة تم تقديمها مؤخرًا في محكمة نيويورك.

«المشاريع الخاصة» غير المشروعة لشركة (GRA) تدار من قبل الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني شقيق أمير قطر، ومسؤول قطري آخر يدعى علي الذوادي، حيث تقوم فرق (GRA) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها بتجميع نتائج جمع المعلومات السرية الخاصة بشكل منتظم، بما في ذلك القرصنة وجهود المراقبة المادية والإلكترونية، وإنتاج مطبوعات وتقديمها للذوادي كل شهرين، وتتضمن معلومات خاصة وحساسة عن عدد من الشخصيات الأمريكية المستهدفة.

كما تقوم الشركة بنشاط غير قانوني في الدوحة بإنشائها مشروعا حكوميا يدعى «المنحرف-Deviant» من أجل التحسينات الأمنية الوطنية وأعمال المراقبة، وتدريب الضباط القطريين على التكتيكات الدفاعية المضادة والاستخبارات الهجومية، بما في ذلك المهارات المتقدمة وهذه تعتبر من الأنشطة غير القانونية لأنه عادة ما يُمنع عملاء المخابرات والعسكريون الأمريكيون من المشاركة أو منحها للحكومات الأجنبية.

وختمت المقالة بعبارة «قد يكتشف الأمريكيون ذلك قريباً».