على خلفية الانهيار الاقتصادي في لبنان وتهاوي سعر صرف الليرة مقابل الدولار وارتفاع الأسعار، تفاقمت حالة التململ والغضب داخل البيئة الحاضنة لمليشيا «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتكشف هذه التحركات (التي تتمدد رقعتها يوماً بعد يومٍ رافضة الغلاء ومنددة بانقطاع الكهرباء وتكدس النفايات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة) تغييراً في مزاج أنصار المليشيا خصوصاً أن حكومة لبنان برئاسة حسان دياب محسوبة على «حزب الله» لكنها فشلت حتى الآن في معالجة أي من الملفات التي جاءت من أجلها، رغم أنها أتت تحت عنوان «مواجهة التحديات».
وكشفت مصادر مقربة، أن حالة الغضب تتوسع في أوساط البيئة الحزبية على الرغم من محاولات إخفائها في بعض الأحيان.
لكن أكثر ما يغضب الموالين للمليشيا -بحسب المصادر- يتمثل في مظاهر البذخ البادية على المسؤولين في الوقت الذي يتضور فيه الآخرون من الجوع والفقر. وتعتقد المصادر المقربة، أن الحديث عن مؤامرة تستهدف الحزب، يمثل نوعاً من الإلهاء وتحويل الأنظار عن المشاكل الحقيقية خصوصاً الاقتصادية والإصلاحية التي أخفقت حكومة الحزب في حلها أو التعاطي معها.
وتعتقد المصادر، أن تردي الوضع الاقتصادي وغياب أي أفق للحل، أحدث نوعاً من الصدمة لدى جمهور الحزب، وهو ما ظهر في صورة غضب وانتقادات واسعة. ولم تستبعد المصادر زيارة رقعة التململ، خصوصاً معة انقطاع المساعدات العربية، ورفض الغرب مد يد العون وتقديم الدعم إلا عبر تحقيق الإصلاحات الجذرية المطلوبة.
ولفت مراقبون سياسيون، إلى أن البيئة الحاضنة ملت من تكرار شماعات التبرير التي باتت مفضوحة، مرجحة تمرد هذه البيئة بشكل أكبر ضد «حزب الله» على خلفية التردي الاقتصادي، والانهيار السياسي.