قبل أيام من صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، المرتقب في 7 أغسطس الجاري، عاد إلى الواجهة مجددا التسجيل الصوتي المسرب للقاء جمع الحريري ونائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 1 فبراير 2005 أي قبل نحو أسبوعين من جريمة الاغتيال، في دارة الحريري في قريطم.
#فيديو | «كيديات وفبركات» مهدت لاغتيال #رفيق_الحريري.. وتسجيل مسرب يكشف تساؤلاته: اسألوا أنفسكم لماذا تغيرت بعد 22 عاما من العلاقة مع سورية؟
— صحيفة عكاظ (@OKAZ_online) August 3, 2020
راوية حشمي @HechmiRawiya#عكاظ #ان_تكون_اولا #تطبيق_عكاظhttps://t.co/WZLSENljMb pic.twitter.com/ZiFwZOtpOt
ولا شك أن الهدف من إعادة التسجيل في هذا التوقيت واضح، وهو تذكير القاصي والداني ومن عملوا طيلة 15 عاماً على طمس الحقائق بالكيديات التي مهّدت لجريمة الاغتيال، والدور الذي لعبه السوريون وحلفاؤهم في لبنان، إذ يفضح التسجيل وجود خلية كانت متخصصة في «فبركة» التقارير وتحريف الوقائع، واتهام الحريري بالتآمر على سورية و«حزب الله». كما يكشف التسجيل كيدية قانون الانتخاب الذي قسّم بيروت لضرب الحريري، والسبب الذي يعتقد أنه كان وراء اغتياله، أي القرار 1559.
لا شك أن حكم المحكمة بات من المؤكد أنه سيوجه الاتهام إلى أربعة مسؤولين في حزب الله بارتكاب الجريمة، لكن التسجيل يحتوي كلاماً خطيراً، إذ يعترف وليد المعلم بأن سورية والأجهزة العاملة في لبنان أوصلت الحريري إلى «الزاوية»، فيما يعبّر الحريري عن معاناته وسوء معاملته من القيادة السورية بكل جرأة ووضوح.
#فيديو | في التسجيل المسرب.. #رفيق_الحريري يكشف كيدية قانون الانتخاب الذي قسّم بيروت لضربه والسبب الذي يعتقد أنه كان وراء اغتياله
— صحيفة عكاظ (@OKAZ_online) August 3, 2020
راوية حشمي @HechmiRawiya#عكاظ #ان_تكون_اولا #تطبيق_عكاظhttps://t.co/WZLSENljMb pic.twitter.com/PhfRZu9atc
وعن الخلية المخصصة لفبركة التقارير يقول الحريري: «منذ 4 سنوات وأنا أقاوم التقارير، أولاً لا يوجد تواصل مع بشار، وهناك شخص اسمه إميل لحود ومعه جماعتكم هنا لديهم خلية متخصصة بالحريري لإرسال التقارير. الآن أنا وأنت جلسنا، فيما هم يقلبون الكلام «فوقاني تحتاني» و«يعملولنا حوار»، ويعلنون أنهم يراقبون بيت الحريري وسجلوا الحديث ويخترعون، كيف أستطيع أن أدافع عن نفسي، قلنا له عملت تعيينات من سنتين، سمعت أن ماهر صار كذا وآصف صار كذا، قلت له هل تحب أن أجري اتصالاً مع أحد؟ قال لي أبداً، معي، شوف غازي كنعان وأبو عبدو (غزالة) وصاحبك أبو جمال (عبدالحليم خدام) أصلاً تراه رفض أن أرى أحداً، أنا لا أريد أن أتصل بأحد من سورية إلا من خلاله هو، حتى أيام الرئيس الأسد، علاقتي بأبو جمال بدأها الرئيس وحكمت (الشهابي) أيضاً، لم أعمل شيئاً من عندي، ما عندي اتصال بسورية بإنسان، صارت صداقة عائلية مع أبو جمال لا أكثر ولا أقل، وأعرفه إنساناً ليس لديه قرار منذ سنوات».
يذكر ان هذا الحوار بين الحريري والمعلم، لم يكن الوحيد الذي أضاء على الخلفية السياسية للاغتيال، فشخصيات عديدة حول العالم كانت على علم بما يتعرض له الحريري من مضايقات وتهديدات، وأنه تلقى العديد من النصائح من أجل مغادرة لبنان، وهذه الشهادات يمكن أن نقرأها في مذكرات عدد من الشخصيات التي عاصرت هذه الحقبة، والتي ساهمت بعد مرور 15 سنة على الاغتيال في صدور أول حكم دولي في جريمة إرهابية.