ما إن أعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان بيروت «مدينة منكوبة»، بعد انفجار مرفأ العاصمة، حتى سارعت جهات رسمية إلى الكشف عن أنه ناجم من مادة «نترات الأمونيوم» تقدر بـ2750 طناً، مخزنة منذ ما يزيد على 6 سنوات، في أحد مستودعات المرفأ.
وتُعد نترات الأمونيوم، مادة كيميائية يشتبه في كونها سبباً في الانفجار الكبير الذي شهدته بيروت (الثلاثاء)، شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، عبارة عن مركب شديد الانفجار لا غنى عنه في الزراعة.
ويعتبر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم من المغذيات النباتية الأساسية، ويتم تصنيف الأسمدة حسب كميات هذه العناصر التي تحتوي عليها، ومن المعروف أن تلك المادة غنية بالنيتروجين اللازم لنمو النباتات.
والأمر الأدهى، أن نترات الأمونيوم مادة قابلة للاشتعال وللانفجار، وتبلغ سرعتها الانفجارية 2500 متر في الثانية.
ولنترات الأمونيوم استخدامات غير سلمية في التفجير من قبل عمال المناجم بوضع كميات محدودة منها لعمل سلسلة من التفجيرات، غير أنها تستخدم من قبل بعض الإرهابيين في عمليات مسلحة. ففي عام 1995، قام كل من «تيموثي ماكفي» و«تيري نيكولز» بتعبئة السماد في شاحنة مستأجرة، وتفجير أحد المباني الفيدرالية في أوكلاهوما سيتي، ما تسبب في قتل 168 شخصاً.
واستخدمتها أيضاً مجموعة مسلحة أخرى لتفجير ملهى ليلي في بالي عام 2002 ما أودى بحياة 202 شخص، كما قام اليميني المتطرف النرويجي «أندرس بريفيك» باستخدام المادة نفسها في تفجير أوسلو عام 2011 ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
ولمادة نترات الأمونيوم آثار صحية عند استنشاقها فتسبب تهيج الجهاز التنفسي، وتشمل الأعراض السعال، التهاب الحلق، ضيق التنفس.
وفي درجات الحرارة المرتفعة، يمكن أن يتسبب التعرض لمنتجات تحلل أكاسيد النيتروجين السامة بسرعة، في حدوث مشاكل تنفسية حادة.
وقد يسبب ابتلاع نترات الأمونيوم في حدوث ميتهيموغلوبينية الدم، ما يؤدي إلى زرقة، وهذا ينتج عن نقص الأكسجين في الدم.
ويصاب الجلد والعين عند ملامسة نترات الأمونيوم بالتهيج والاحمرار والحكة والألم.
وحين تتعرض نترات الأمونيوم إلى حرارة عالية، أو صدمة كبيرة، تتفكك تلك المادة إلى نيتروجين، وأكسجين، وماء، وينشر ذلك التفاعل حرارة كبيرة، ويؤدي لحدوث سلسلة من التضاغط والتخلخل ما يُحدث موجة انفجارية مُدمرة تتناسب شدتها مع كمية المادة المستخدمة في التفجير.