منذ انطلاقها من جورجيا، محملة بآلاف الأطنان من نترات الأمونيوم، وحتى تحطمها وغرقها في أعماق المجهول قبل أعماق البحر بعد انفجار مرفأ بيروت، سيرة غامضة لسفينة تقاذفتها التأويلات جراء خط سيرها وتوقفها في المرفأ لإصلاح عطل فيها، إلا أنها واجهت مشكلة أكبر من العطل نفسه، مع تساؤلات طفت إلى السطح حول حمولة السفينة من المواد الخطرة سريعة الاشتعال، وسبب بقاء السفينة وحمولتها في المرفأ حتى نهايتها المفجعة في 4 أغسطس 2020.
وينقل موقع «ليبانون فايلز» عن موقع «Shiparrested.Com» قصة السفينة التي حملت شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، إذ بدأت رحلتها في 23 سبتمبر 2013، عندما أبحرت سفينة الشحن Rhosus الرافعة لعلم مولدوفا من مرفأ مدينة Batumi عاصمة مقاطعة «أجاريا» في دولة جورجيا على البحر الأسود، وعلى متنها 2750 طنا من «نترات الأمونيوم» لتنقلها إلى شركة في موزمبيق، وفي طريقها واجهت عطلا فنيا وهي قريبة من المياه الإقليمية اللبنانية، وتوجهت إلى مرفأ بيروت لإصلاحه، وفتشتها سلطات المرفأ ووجدت فيها مادة «النترات» سريعة الاشتعال والانفجار، ومنعتها من مواصلة رحلتها، ومنعت معظم طاقمها من مغادرتها، إلا أن أصحاب السفينة تخلوا عنها وعن حمولتها، وتحولت المسألة الى قضية قضائية لبنانية، وبعد ذلك أفرغت سلطات المرفأ حمولتها، ونقلت «الأمونيوم» في 2014 إلى العنبر 12 للاحتفاظ به، ومنذ ذلك الوقت ظلت الحمولة الخطرة في ذلك العنبر.
ويضيف الموقع نقلا عن «Shiparrested.Com»، أن إدارة الجمارك طلبت من قاضي الأمور المستعجلة عامي 2015 و2016 تحديد مصير هذه الكمية من الأمونيوم، ووجهت أكثر من كتاب لحسم هذا الموضوع، وهو ما جعل الأمور تراوح مكانها دون أي تحرك يذكر، حتى حانت ساعة الصفر أمس (الثلاثاء) التي نكأت جرحا سيظل ينزف لفترة طويلة جراء الكارثة.
وفي 20 يوليو الماضي، أجرى جهاز أمن الدولة اللبناني كشفا على العنبر رقم 12، وتبين أن الباب الرئيسي مخلع مطالبا باتخاذ اللازم، وأثناء أعمال اللحام للباب أمس، تطاير الشرر إلى المفرقعات داخل العنبر ما أسفر عن حريق بلغ الأمونيوم لينتج عنه الانفجار الرهيب، وذلك وفقا لتقرير المدير العام لأمن الدولة اللبناني الذي قدمه لمجلس الدفاع الأعلى.
ويختتم موقع «ليبانون فايلز» بتفاصيل نقلها عن موقع «Marine Traffic»، إذ كانت السفينة راسية خارج المرفأ منذ منتصف 2014، فيما تمت صناعتها عام 1986 للشحن العام، بينما ذكرت مواقع أن مالكها روسي الجنسية ويقيم في قبرص.