-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
تهديدان يختصران إطلالة أمين عام حزب الله حسن نصرالله أمس الأول، الأول باتجاه القوى السياسية والحزبية مفاده: من لا يدخل إلى حكومة الوحدة الوطنية التي يطالب بها عليه اعتزال العمل السياسي، ويمنع تواجده خارج الحكومة للمعارضة. والثاني للثورة والمجتمع المدني المشارك فيها عبر الطلب من جمهوره الصبر بوجه الانتقادات التي توجه للحزب وسياساته وعدم تبديد غضبهم بل الاحتفاظ به لأنه قد يستعمل لاحقاً في يوم من الأيام.

بالرغم من تعمده اعتماد اللغة واللهجة الهادئة في الخطاب، كان واضحاً إدراك نصر الله حجم المأزق ودقة المرحلة التي يمر بها هو وحزبه، لا بل كل المحور الذي يقوده. ولأن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم كان حريصاً على التأكيد الحاسم أن لا شيء تغير بالنسبة للحزب بعد الكارثة الكبيرة التي حصلت في بيروت، فالحكومة لن تشكل إلا وفقاً للمواصفات التي وضعها الحزب سابقاً بعيداً عن الاسم الذي سوف يكلف تشكيل الحكومة، كما أن العهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحظيان بدعمه الكامل، وإسقاط العهد خط أحمر بالنسبة له.


بدد نصر الله كل الآمال التي نثرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته بيروت، متجاوزاً كل ما قيل وكل ما سيقال عن حكومة إنقاذية بعيداً عن المحاصصة السياسية المحصورة بأطراف مجلس النواب الذي يسيطر هو على الأكثرية فيه.

آخر الخطاب حمل رسالة تطمينية لجمهوره وبيئته تجاه البوارج الحربية التي تقف على الشاطئ اللبناني، فيما الحقيقة تشير إلى أن آخر الخطاب هو القلق الأساس الذي يعيشه نصر الله ومحوره، إذ إن الـ«FBI» تحقق في المرفأ بعيداً عن مقره في الضاحية الجنوبية مسافة 10 دقائق بالسيارة، فيما البوارج الغربية ترسو هناك ليس للنزهة بل من أجل مشاريع يبدو أنها وضعت ولا تراجع عنها.

أيام صعبة تنتظر لبنان في غياب جهة قادرة على حسم الأمور وغياب أي رغبة حقيقية في الداخل والخارج بالوصول الى حل نهائي يريح لبنان واللبنانيين.