على وقع الاستنفار الأمني في بيروت وطرابلس وعكار وصيدا والبقاع، وبيانات التهدئة التي أطلقت من قبل قيادة «حزب الله»، وولي الدم رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لمناصريهما بضرورة ضبط النفس، وعدم الانجرار إلى فتنة داخلية والمس بفزاعة السلم الأهلي، قضت المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري اليوم (الثلاثاء) بالحكم الذي انتظره اللبنانيون 15 عاما، متهمة العضو في «حزب الله» سليم عياش بأنه المتهم الرئيسي، فيما برأت كلا من حسين العنيسي، وحسن مرعي، وأسعد صبرا؛ لعدم كفاية الأدلة.
بدوره، نطق رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بعد طول انتظار بكلمة من لاهاي، حشد لها تيار المستقبل أمام ضريح والده وسط بيروت، وقال: لا مساومة على دماء الحريري ودماء الشهداء، ولا تتوقعوا منا أي تضحية، ولن نستكين حتى ينفذ القصاص. وأضاف: نقبل حكم المحكمة، ونريد تنفيذ العدالة، ولا تنازل عن حق الدم.
واعتبر «هذه اللحظة التاريخية رسالة لمن ارتكب هذه الجريمة الإرهابية وللمخططين بأنّ زمن استخدام الجريمة في السياسة من دون عقاب ومن دون ثمن انتهى». وأكد أن «المطلوب منه التضحية اليوم هو حزب الله، فواضح أن شبكة تنفيذ الاغتيال تنتمي إلى حزب الله، ولن نستكين حتى يتم تنفيذ القصاص».
على الصعيد الشعبي، خيب الحكم آمال شريحة كبيرة من اللبنانيين، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات السخط والغضب على خلفية التعامي عن تجريم «حزب الله» المصنف إرهابيا، وألغت صدمة الحكم مسيرات كانت ستجوب شوارع بيروت انتصاراً لدماء الحريري.
سياسيا، تفاوتت ردود الفعل حول الحكم، إذ عبر الرئيس ميشال عون عن أمله أن تتحقق العدالة في كل الجرائم المماثلة التي استهدفت قيادات لها في قلوب اللبنانيين مكانة كبيرة، وترك غيابها عن الساحة السياسية فراغاً كبيراً. فيما اكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتغريد بصورة يظهر فيها وجهان من دون أي كلام.
من هو الإرهابي عياش؟
- ولد في بلدة حاروف جنوب لبنان عام 1963
- رجل إطفاء وأحد أقرباء القيادي بحزب الله عماد مغنية
- قتل 21 شخصاً آخر عمداً باستعمال مواد متفجرة
- حاول قتل 226 شخصاً آخرين عمداً
- لا يزال طليقاً بحماية حزب الله وحوكم غيابياً