زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ماريانو غروسي لإيران التي بدأت أمس (الاثنين)، تهدف إلى الكشف عن مواقع سرية جديدة لتطوير الأسلحة النووية، ومطالبة نظام الملالي الاعتراف بعدد من المواقع التي لم يكشف عنها من قبل للمفتشين الدوليين.
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز دراسات الأهرام الدكتور محمد عباس ناجي، إن الزيارة التي تعد الأولى له لطهران منذ توليه منصبه في ديسمبر الماضي، مهمة للكشف عن مواقع سرية لصناعة أسلحة نووية شيدتها إيران في ظل وثائق لدى الوكالة تشير إلى ذلك، مضيفا أن طهران بصفتها دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تخضع لضمانات شاملة، وهو ما يعطي للوكالة الدولية ولاية وواجب لإثبات عدم وجود أنشطة متعلقة بالأسلحة النووية داخل أراضيها، وبالتالي المخاطر أكبر من أن تتجاهلها.
ولفت إلى أن وكالة الطاقة تأخذ على عاتقها منذ سنوات طويلة عدم تعاون طهران بشكل كاف ما دفعها إلى الشك فيما تخفيه وراء برنامجها النووي. وقال إن بعض الدول الغربية تخشى أن يخفي البرنامج النووي الإيراني شقا عسكرياً، رغم نفي طهران المتكرر وادعائها أنه يقتصر على الاستخدامات النووية المدنية فقط.
وأضاف ناجي لـ«عكاظ» أن لجوء طهران بعلاقتها بالتعاون مع دول وشركات، في مجالات تعدين اليورانيوم وتصنيعه وتخصيبه، وبناء منشآت نووية سرية خصوصاً في «ناتانز وآراك وأصفهان وفوردو» يؤكد على استمرار دورها النووي.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إن زيارة مدير الوكالة لطهران تتعلق بـ«الغموض» بشأن أنشطتها النووية، وعبرت الوكالة من قبل عن قلقها من استمرار منع دخول أعضائها مواقع مهمة داخل البلاد واصفة إياها بـ «المريبة» لكونها جزءاً من برنامج إنتاج أسلحتها النووية، إضافة إلى عدم قيام إيران بإعطاء معلومات عن أي نشاط نووي، أو تخطيط مستقبلي لبناء منشآت نووية خارج نطاق اتفاقية منع الانتشار النووي. وأضاف أن الولايات المتحدة تكثف الضغط لإعادة فرض جميع العقوبات السابقة على طهران.