-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
تتعرض حكومة الوفاق لضغوط شعبية متزايدة ومتتالية، بعد أن سئم الشعب الليبي سياسة حكومة السراج التابعة للنظام التركي لتحقيق أحلام أردوغان، هي في الواقع أضغاث أحلام شهوة الإخواني الإرهابي للانتهاء من العرب والعروبة، فانخرط نظام أردوغان في مخطط «ترْكنة ليبيا»، حيث قدم النظام الدعم اللوجستي للتنظيمات الإرهابية داخل ليبيا والمعارضة الإخوانية العميلة التي تحتضنها إسطنبول ويغذيها أردوغان بالمال والسلاح والخطب الرنانة، وإدخال الآلاف من المرتزقة، عن طريق أجهزة الاستخبارات التركية. ويبدو أن عملية «بركان الغضب» التي أطلقتها حكومة الوفاق العميلة انقلبت ضده، حيث انتفض سكان طرابلس على السراج، مطالبينه بالرحيل، وشعارات «الشعب يريد إسقاط النظام» التي رددها المتظاهرون في العاصمة الليبية جراء تدهور الوضع المعيشي، والخدمات الأساسية من كهرباء وماء.

إن انقلاب طرابلس على السراج هي البداية للانقلاب على أردوغان العثماني، الذي يحلم بالتمدد والتوسّع، لبسط سيطرته على مقدرات الشعوب، والهيمنة والسيطرة على القرار السياسي، وعلى آبار النفط والثروات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية الليبية. وقد ذهب أبعد من ذلك عندما يحاول عبثاً استعادة أحلام أجداده العثمانيين بمحاولة «تركنة» المناطق التي يحتلها، ويعمل على تغيير أسماء الشوارع والمدن والبلدات والقرى الليبية. وآخر فصول هذا النظام الأردوغاني العثماني تكثيفه عمليات «التتريك» الممنهجة في المناطق التي تحتلها قواته، معتمداً على أدواته الإرهابية الإجرامية التي تُنفذ أجنداته العثمانية، بعدما فشلت مخططاته الكبرى في سيطرة الإرهابيين على ليبيا، وتكسرت أحلامهم تحت أقدام الجيش الليبي.


ليبيا اليوم تواجه سياسة «الإخونة»، عبر ضخّ إعلامي ومنهجية سياسية لها مشاريعها، ترى في النموذج الإسلامي التركي الوصفة المثلى، وهذا التحدي التاريخي يستدعي موقفاً ومواجهة حقيقية يقع عبئها وشرف القيام بها على عاتق كل القوى الفاعلة والمتنورة والحريصة على الهوية العربية الليبية للتصدي لها في كل الساحات، ليس بهدف إسقاطها كمشروع فقط، وإنما إخراجها من دائرة التداول السياسي بشكل نهائي.

فالنظام «المتعثمن» الذي اتخذ الإسلام لبوساً دينياً مؤدلجاً، وجد موطئ قدم لخلق صراع يحقق الفلسفة التفكيكية لليبيا، وتهديد أمن مصر، وإيجاد بؤرة في شمال أفريقيا.