منذ أن هدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا على خلفية الأزمة المتفجرة بين أنقرة وأثينا، بدا الرئيس رجب أردوغان مرتبكا وكشفت تصريحاته ومسؤوليه تناقضا في المواقف، عزاه مراقبون سياسيون إلى سياسة «العصا والجزرة» التي تنتهجها أوروبا حيال النزاع المتفاقم في شرق البحر المتوسط. فبينما توسلت أنقرة من الأوروبيين إلى «التصرف بمسؤولية والتحلي بالإنصاف والحيادية والموضوعية، وتجنب التصريحات الاستفزازية»، ادعى أردوغان أنه «لن يستطيع أحد لي ذراعنا»، وقال في تصريح أورده موقع «تركيا الآن» أمس (الإثنين) «الذين لم يتمكنوا عبر التاريخ، من ثني ذراعنا بالدبلوماسية والقوة العسكرية، لجأوا دائما إلى الاقتصاد». وأضاف «لن نسمح لمن يتغذى من الفوضى والأزمات بنهب رزق أمتنا وموارد بلادنا». وكان الرئيس التركي طلب من المجلس الأوروبي، محاولة إقناع اليونان ودول أوروبية أخرى بالتراجع في شرق المتوسط، مع اقتراب موعد بحث الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الأخير من سبتمبر الجاري، فرض عقوبات على أنقرة لانتهاكها المناطق الاقتصادية لمياه اليونان وقبرص، والقيام بعمليات تنقيب عن النفط والغاز بشكل غير قانوني.وفي أثينا، كشف المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أمس، أن بلاده تعتزم شراء أسلحة وتعزيز قوات الجيش وتحديث صناعتها الدفاعية. وقال: نجري محادثات مع حلفائنا لتعزيز قواتنا المسلحة، مؤكداً أن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس سيعرض الإطار العام لخططه خلال خطاب سنوي بشأن السياسة الاقتصادية (السبت) القادم. وأضاف أن ميتسوتاكيس سيجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كورسيكا (الخميس) قبيل قمة زعماء دول جنوب أوروبا وسيناقش الأمر. وكان مسؤول يوناني، أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده تجري محادثات مع فرنسا ودول أخرى لشراء طائرات مقاتلة.