المياه تغرق منازل السودانيين
المياه تغرق منازل السودانيين
شوارع غارقة في السيول بالسودان
شوارع غارقة في السيول بالسودان
-A +A
محمد فكري (جدة) okaz_online@

فيما تمضي إثيوبيا قدما في بناء سدها الأضخم (النهضة) غيرعابئة بمخاوف مصر والسودان من تآكل نصيبهما التاريخي في مياه النيل، بدت الفيضانات والسيول المستمرة في حصد الأرواح والإضرار بالسودان وكأنها «غضبة» من النهر برافديه الرئيسيين الأزرق والأبيض تجاه ما يحدث على أرض الواقع.

وإزاء حالة الفيضان غير المسبوقة التي أظهرت مدنا سودانية غارقة في المياه، ذهب البعض إلى تداول «نظرية المؤامرة» عله يجد تفسيرا لما يحدث، فالنيل الذي كان قدماء المصريين يقدمون له «القرابين» ليفيض عليهم، جعل السودانيون يستذكرون هذه الأسطورة ويستعيدون سيرتها الأولى، وتساءل البعض: هل نقدم للنيل «قرابين سودانية» ليكف شروره عنا؟.

واقع الحال هذا، دفع خبيرا مصريا إلى التساؤل: ماذا لو انهار «سد النهضة» الذي يفترض أن تخزن بحيرته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه خلال 3 أو 5 سنوات؟.

وهنا يحيلنا الخبير إلى دراسة يابانية حذرت من عدة سيناريوهات وصفتها بـ«السوداء» نتيجة استمرار بناء سد النهضة بالمواصفات المعلن عنها، ليس فقط على مستوى دولتى المصب مصر والسودان، مؤكدة أن انهيار السد سيؤدي إلى اختفاء السودان وتهجير 4 ملايين مصرى من سواحل البحر المتوسط، وهو ما سبق أن حذر منه خبراء المياه والرى في مصر.

الدراسة حذرت أيضا من خطورة التأثيرات السلبية التي ستطال البحر المتوسط بعد انخفاض مستويات المياه بنهر النيل، ما سيؤثر أيضا على نوعية المياه ومحطات الشرب فى مصر، كما سيؤثر سلبا على مخزون المياه فى بحيرة ناصر.

الخبير المائي بالأمم المتحدة الدكتور أحمد فوزي، أكد أنه إذا لم تجد إثيوبيا حلا لمشكلة الإطماء فى بحيرة سد النهضة، فسينهار السد بالفعل، محذرا من أن أضراره تمتد لجوانب أخرى مثل تغير المناخ، ما يتسبب في مشكلات واسعة لإثيوبيا تتعلق بالزراعة، كما ستتأثر مصر بتغير المناخ بسبب انخفاض منسوب سريان المياه. وحذر باحثون من وجود احتمالات كبيرة لانهيار سد النهضة إذ إن منطقة بنائه زلزالية خطيرة ومُعرَّضة للانهيار، وأكدوا أن التربة البازلتية المبني عليها السد عرضة للانهيار لاحتوائها على فجوات.