تحل اليوم (الجمعة) الذكرى 19 لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي غيرت ملامح الشرق الأوسط وجعلت الاعتداءات الدامية الحرب على الإرهاب تأخذ منحى آخر، ما أدى إلى تراجع الاهتمام الدولي بالقضايا العربية، بعد أن تصدرت المشهد قضايا أخرى جديدة.
لقد مثلت هذه الهجمات ضربة للعرب والمسلمين سياسياً وعسكرياً، ولا شك أن الاتهامات طالت العرب والمسلمين، رغم أن من تورطوا بهذه الأعمال لايمثلون إلا أنفسهم أو تنظيماتهم «الإرهابية»، خصوصاً أن كل الدول العربية والإسلامية حريصة على محاربة الإرهاب بشتى الوسائل بل إنها أول من بدأت مواجهته بعد أن حذرت منه وعانت منه أكثر من غيرها.
إحدى أهم الدراسات التي أعقبت عملية 11 سبتمبر أكدت أن هذه العملية وما تبعها حمل الكثير من المتغيرات الإقليمية وتداعياتها على القضايا العربية التي تراجعت كثيراً في الأجندة الدولية خصوصا الفلسطينية.
وتشرح الدراسة أن ما جرى في المنطقة طيلة كل تلك السنوات مثل ضربة لهذه القضايا، فالأحداث والمتغيرات المتلاحقة بالمنطقة أدت خلال السنوات الأخيرة إلى تراجع القضية الفلسطينية عن صدارة الاهتمام في المشهد الإقليمي العربي.
لكن الأمر لم يقتصر على القضية الفلسطينية فحسب، بل وصل إلى التفكير في تغول دول في المنطقة وتجرئها على الدول العربية وتدخلها في سياستها بل ومحاولة غزوها عسكرياً، والمثال الأبرز على ذلك هما النظامان التركي والإيراني، اللذان يخططان لتفتيت الشرق الأوسط عبر إثارة الفوضى والاضطرابات وإضعاف الأنظمة الحاكمة وتأجيج الشارع وتدمير وتفكيك القوة الاقتصادية والعسكرية وإدخالها في حروب قومية ومذهبية مركبة، بهدف الهيمنة والسيطرة عليها، بل والوصول إلى مرحلة الحدود الجغرافية الجديدة.