أفصح الصحفي الأمريكي بوب وودوارد، عن أن الرئيس دونالد ترمب أصر على تصفية جنرال الدم والخراب قاسم سليماني، رغم محاولة اثنين من كبار مستشاري الرئيس ثنيه عن ذلك.
وفي نسخة عرضها الموقع الأمريكي Insider من كتاب «الغضب» المقرر إصداره الثلاثاء القادم، أفاد وودوارد بأنه في 30 ديسمبر أخبر ترمب سيناتور كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام بالقول «أفكر في ضرب سليماني»، زعيم القوة شبه العسكرية الإيرانية المتشددة التي تدعم المسلحين الذين يهاجمون القوات الأمريكية.
وكان ترمب وغراهام حينها يلعبان الغولف في نادي ترمب الدولي للغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، عندما طرح ترمب الفكرة. رد غراهام «يا فتى، هذه خطوة عملاقة!»، وكان منزعجًا على ما يبدو من اقتراح ترمب، كما جاء في الكتاب. وأخبر السيناتور عن ولاية كارولينا الجنوبية ترمب أنه إذا أمر باغتيال سليماني، فسيتعين عليه أيضًا التخطيط للخطوات التي يجب اتخاذها إذا صعدت إيران الصراع.
وقال «إذا قاموا بالانتقام بطريقة ما، وهو ما سيفعلون، يجب أن تكون على استعداد للتخلص من مصافي النفط». لكنه أضاف أنه إذا فعل ترمب ذلك «فستكون هذه حربا شبه كاملة».
وبحسب الكتاب، قال ترمب عن سليماني: «إنه يستحق ذلك». وأضاف «لدينا كل هذه المعلومات التي تظهر أن سليماني يخطط لشن هجمات».
ورد غراهام قائلا إن سليماني «كان يفعل ذلك دائما». وأضاف أن على ترمب التفكير في رده وما قد تفعله إيران للرد، خاصة «مع اقتراب الانتخابات». وقال غراهام «هذا يخاطر بحرب كبرى».
ثم تحدث ترمب عن الضربات الصاروخية التي تقودها إيران والتي قتلت متعاقدًا أمريكيًا في العراق في 27 ديسمبر. وفي اليوم التالي لمحادثة ترمب وغراهام، اقتحمت المليشيات الموالية لإيران السفارة الأمريكية في بغداد. وقال الرئيس «لن ندعهم يفلتون من هذا».
ووأوضح الموقع أن غراهام حث ترمب على توخي الحذر الشديد، حيث قال: «سيدي الرئيس، هذا مبالغ فيه. ماذا عن ضرب شخص بمستوى أدنى من سليماني، والذي سيكون من الأسهل على الجميع استيعابه؟».
وذكر وودوارد أن غراهام لم يكن الوحيد الذي كان قلقًا. أيضا ميك مولفاني، القائم بأعمال رئيس موظفي البيت الأبيض في ذلك الوقت، وقدم «طلبًا عاجلاً» إلى سيناتور كارولينا الجنوبية. وقال: «يجب أن تجد طريقة لوقف هذا الحديث عن ضرب سليماني»، كان يتوسل لغراهام «ربما سوف يستمع إليك.» وبعد 4 أيام، كتب وودوارد أن ترمب أمر بالضرب.
وعلى الرغم من تحفظات غراهام غير المعلنة بشأن الضربة، فقد أيد علنًا قرار الرئيس. وقال خلال مقابلة مع برنامج «فوكس آند فريندز» في 3 يناير: «كانت هذه ضربة استباقية ودفاعية مخططا لها للقضاء على منظم الهجمات التي لم تأت بعد. وعلى حساب المنطقة وفي جميع أنحاء المنطقة. وقد تم إبلاغ الرئيس بهذه الهجمات المحتملة، وقد تصرف».
وعلى الرغم من أنه تم الاتفاق على نطاق واسع على أن سليماني كان مسؤولاً عن مقتل القوات الأمريكية، إلا أن قرار ترمب كان مثيراً للجدل إلى حد كبير. لقد كانت خطوة تجنبها سلفا ترمب المباشران الرئيسان جورج بوش وباراك أوباما، مدركين أن العواقب قد تكون كارثية.