واجهت وسائل الإعلام الأمريكية في أول مناظرة رئاسية بين الرئيس الحالي «دونالد ترمب» ومنافسه الديموقراطي «جو بايدن» في كليفلاند ـ أوهايو، تحدياً في تحديد ماهية المناقشة والتي امتدت إلى 90 دقيقة بالنسبة للانتخابات الوشيكة، والتي طغت عليها الضربات الشرسة من كلا الجانبين - حسب وصفهم.
ومع تواصل سلسلة من الإهانات بين الطرفين جعلت من الصعب تمييز وجهات نظر كل مرشح، وأيضاً ما إذا كان النقاش الحاد بين الخصمين سيغير عقلية الناخبين في اتخاذ القرارات إلى حد كبير.
ووصفت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» المناظرة الرئاسية الأولى بأنها كانت مختلفة عن أي مناظرة في التاريخ الحديث منذ بدايتها، وأن المرشحين كانا يسعيان إلى مناشدة مناصريهما الأساسيين طوال الليل.
وأضافت بأن ترمب نجح في إبراز شخصيته الجريئة التي ساعدته على الفوز في عام 2016، وكان هدفه خلال المناظرة دائماً هو السيطرة على النقاش ووضع منافسه بايدن في أيقونة «جو النائم».
في غضون ذلك، كان هدف نائب الرئيس السابق أن يثبت للأمريكيين أنه قادر على الحفاظ على قدرته بعد الأداء المهتز له في عدد من المواقف خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وكان يكافح لإنهاء جمله والحفاظ على رصانته.
وجاء في الصفحة الأولى من صحيفة «نيويورك تايمز» صباح اليوم (الأربعاء): الهرج أرسل المناظرة الأولى إلى فوضى مطلقة.
وأضافت إلى أن مرشحي الحزبين الرئيسيين عبّرا عن مستوى من الازدراء الحاد لبعضهما البعض في حدث لم يسمع به في السياسة الأمريكية الحديثة وكان من الصعب تمييز الفائز بالنسبة للكثيرين.
ووفقاً لتحليل أجرته شبكة «سي بي إس نيوز»، فإنها أشارت إلى أن ترمب أسكت خصمه بايدن إجمالياً 73 مرة، أي مرة واحدة كل دقيقة ونصف.
فيما قالت صحيفة «ميامي هيرالد»: «بعد 90 دقيقة من التأرجح وتنامي الغضب من جانب كل من ترمب وبايدن فإنهما فقدا التركيز، وأظهرا القليل من الوضوح بشأن المسائل السياسية».
واتفقت الصحف الأمريكية الأخرى على أن هذا الوصف يطغى عليه الكثير من الصراخ وقليل جداً من نقل المعلومات، إذ علقت صحيفة «وول ستريت جورنال» على المناظرة قائلة «نحن نستحق الأفضل». ووصفت تفاعل الخصمين بأنه نقاش مليء بالحديث المتبادل، وكان يغلب عليه الضغينة أكثر من التركيز على البرنامج السياسي لكل طرف.
وبالنسبة لصحيفة «واشنطن بوست» فقد كتبت في صفحتها الأولى أن «الجدل الناري يشير إلى معركة مريرة قادمة»، واصفة معظم الحوار «يعج بالكثير من الشجار».
يبقى أن نرى ما إذا كان هذا النصر المفترض سيغير أي شيء بالنسبة لغالبية الناخبين الأمريكيين.
واختتمت قولها بأنه على الرغم من أن عدداً غير عادي من أولئك الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في 3 نوفمبر قد اتخذوا بالفعل قرارهم بطريقة أو بأخرى، فإن مصير الانتخابات الحقيقية سيبقى في أيدي المترددين.