-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
كُتِبَ على الشعب التركي المغلوب على أمره أن يعيش تحت سطوة نظام أردوغان الديكتاتوري، الذي سعى لتجريف المرجعية الإخوانية لحاضرة الخلافة العثمانية البائدة، ونهب مكتسبات الشعب التركي، حتى وصلت تركيا إلى حافة الانهيار السياسي والاقتصادي والاستثماري والتفكك المجتمعي، الأمر الذي أدى بتركيا لتصبح دولة فاشلة، أغرقت نفسها في الصراعات والحروب الخارجية فضلا عن التآمر على مقدرات الأمة الإسلامية ونشر الفتن في محيط الدول الإسلامية وتشكيل محور تآمري، لشق الصف والإجماع الإسلامي والخروج عن مرجعية منظمة التعاون الإسلامي.

مرت التركخوانية الأردوغانية - منذ وصول أردوغان (حزب العدالة والتنمية) إلى رئاسة الوزراء عام 2003- بسلسلة من التطورات المتناقضة والمضطربة، تعكس طموح أردوغان الديكتاتوري للوصول بتركيا للهيمنة الإقليمية والإسلامية لتكريس زعامته من خلال متناقضات ومتاجرات وتدمير وتخريب، استطاع من خلالها أردوغان أن يتصدر المشهد الديكتاتوري بامتياز، حيث نجح في تحويل تركيا من بلد متماسك قوي إلى بلد فاشل اقتصاديا ومتقوقع سياسيا ومعزول دوليا. وعلى صعيد الاقتصاد الداخلي، فقد توسعت دائرة طبقة الفقراء، وتدنت العملة التركية حتى وصلت إلى الحضيض، حيث سوّق التيار الترك-إخواني المنجز الاقتصادي الهلامي التركي على الورق فقط على أنه نتيجة تسلم حزب العدالة والتنمية سدة الحكم في تركيا، وفي واقع الأمر أن هجرة رؤوس الأموال التركية إلى الخارج وانهيار الاقتصاد أسهما في انهيار النهضة الصناعية والتجارية التركية، وهرب المستثمرون من تركيا بعد الانهيار الاقتصادي حتى أصبحت الزعامة الأردوغانية لا تقبل المشاركة في السلطة، مسببة تصدعا في صفوف حزب «العدالة والتنمية» بانشقاق قادة مهمين بعد استغلال أفكارهم وجهودهم وأعمالهم، فوصول حزب «العدالة والتنمية» ذي النزعة «الإخوانية» أدى إلى تحول تركيا من مسارها العلماني إلى الإخواني.


إنها المتاجرة التي يخوضها أردوغان شرقي المتوسط من شواطئ ليبيا إلى أذربيجان مرورا بتوترات ساخنة بين اليونان وتونس والعراق وسورية، حيث يلعب بالنار، فلقد تخلى الأوروبيون عنه للجم النزعة التوسعية التركية وإفهام أردوغان أن اليونان ليست وحدها. نتساءل، إلى أي مدى يستطيع أردوغان الإمساك بدفة السفينة أمام أمواج الصراعات الإقليمية والدولية، ومع الرياح العاتية التي بدأت تضرب أركان حزبه.. ويمكن اختصار فكر أردوغان بأنه فمٌ يتاجر.. ومرتزقة تناور.. يكابر.. الخيانة طبعه.. والغدر شيمته.. إنها التركخوانية الأردوغانية.