بين العواطف والحقائق جاءت إطلالة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري التلفزيونية مع الإعلامي مارسيل غانم.
في العواطف، لم يبارح الحريري صورة الضحية التي اعتاد أن يتلبسها في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعدما أسقط «حزب الله» حكومته الثانية بـ«القمصان السود» في شوراع وأزقة العاصمة بيروت، لا بل عزز هذه الصورة عندما تحدث عن شقيقه بهاء، مؤكداً حبه له وتقديره الذي يدفعه لتقبيل يده كما قال حرفياً «إن جاء إلى الاستديو حيث يجري اللقاء»، متجاوزاً الخلاف السياسي مع شقيقه على قاعدة المثل اللبناني الشعبي الشهير «الدم ما بصير مي».
أما في الحقائق، فإن الرجل أثبت أنه غير قادر على مبارحة ذات المكان، أي الواقع السياسي الذي اضطرب بفعل ثورة 17 أكتوبر.
الحريري مصرّ على صوابية كل الأفعال السابقة التي ارتكبها، وكل المواقف والتسويات البائدة، فتجنب أن يعلن وفاة التسوية الرئاسية التي جلبت المصائب على لبنان، وهي تسوية نصحه القريب والبعيد ألا يقدم عليها. وتجنب انتقاد «حزب الله وحركة أمل»، مكتفياً بالملاكمة وفقاً للقوانين فوق الحزام.
للمرة الأولى يصرح الحريري جهاراً أنه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة، وللعودة إلى السراي، وهو ما لم يكن يصرح به سابقاً، إذ كان يبدي «تعففه» عندما يُفتح هذا الكلام.
إطلالة الحريري جاءت بنكهة فرنسية، رغم أن لغة الحوار كانت بالعربية، لهجة ونطقاً ومفردات. فقال لمنتقديه من أهل السنة: «أنا لدي مؤتمر«سيدر» وأنتم ماذا لديكم من أحلام؟»، متهماً إياهم بقلة الوفاء وبالعمالة للخارج ربما. ثم خاطب حزب الله متودداً، «دعنا ننقذك وننقذ هذا البلد من غدرات الزمان». وسأل حليفه جبران باسيل «غداً ماذا ستختار، التحول أم الاستمرار في نفس المكان؟».
لم يكن الحريري مقنعاً لبيئته الحاضنة ولسان حالها يقول: «لقد أعطيناه فرصاً كثيرة؛ كي يحقق لنا الأحلام، فماذا تغير اليوم كي نكرر هذه الأغنية وهذا الكلام؟».
ولم يكن مقنعاً لحلفائه في التسوية الرئاسية أي حزب الله وحركة أمل والتيار العوني فكلمتهم واضحة، لا عودة للحريري إلى السراي الكبير بشروطه بل بشروطنا برفقة صديقه جبران.
ولم يكن مقنعاً لحلفائه السابقين سمير جعجع ووليد جنبلاط فلم يترك للصلح معهم من سبيل أو مكان، بل حملهم مسؤولية أكثر الأشياء حتى «سمات البدن» كما قال حرفياً، التي أنقصت وزنه كثيراً هذه الأيام.
الحريري في إطلالته التلفزيونية كان متعباً محبطاً غير مقنع حتى لذاته، فالرجل صورته باتت من صور مرفأ بيروت بعد تفجير 4 أغسطس، والسؤال دائماً، من يعيد إعمار المرفأ؟ من يعيد الحريري رئيساً إلى السراي؟ خصوصاً أن ما بعد الانفجار ليس كما قبله، فاللبنانيون لم يعودوا يأكلون من طبق هذا الكلام.
في العواطف، لم يبارح الحريري صورة الضحية التي اعتاد أن يتلبسها في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعدما أسقط «حزب الله» حكومته الثانية بـ«القمصان السود» في شوراع وأزقة العاصمة بيروت، لا بل عزز هذه الصورة عندما تحدث عن شقيقه بهاء، مؤكداً حبه له وتقديره الذي يدفعه لتقبيل يده كما قال حرفياً «إن جاء إلى الاستديو حيث يجري اللقاء»، متجاوزاً الخلاف السياسي مع شقيقه على قاعدة المثل اللبناني الشعبي الشهير «الدم ما بصير مي».
أما في الحقائق، فإن الرجل أثبت أنه غير قادر على مبارحة ذات المكان، أي الواقع السياسي الذي اضطرب بفعل ثورة 17 أكتوبر.
الحريري مصرّ على صوابية كل الأفعال السابقة التي ارتكبها، وكل المواقف والتسويات البائدة، فتجنب أن يعلن وفاة التسوية الرئاسية التي جلبت المصائب على لبنان، وهي تسوية نصحه القريب والبعيد ألا يقدم عليها. وتجنب انتقاد «حزب الله وحركة أمل»، مكتفياً بالملاكمة وفقاً للقوانين فوق الحزام.
للمرة الأولى يصرح الحريري جهاراً أنه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة، وللعودة إلى السراي، وهو ما لم يكن يصرح به سابقاً، إذ كان يبدي «تعففه» عندما يُفتح هذا الكلام.
إطلالة الحريري جاءت بنكهة فرنسية، رغم أن لغة الحوار كانت بالعربية، لهجة ونطقاً ومفردات. فقال لمنتقديه من أهل السنة: «أنا لدي مؤتمر«سيدر» وأنتم ماذا لديكم من أحلام؟»، متهماً إياهم بقلة الوفاء وبالعمالة للخارج ربما. ثم خاطب حزب الله متودداً، «دعنا ننقذك وننقذ هذا البلد من غدرات الزمان». وسأل حليفه جبران باسيل «غداً ماذا ستختار، التحول أم الاستمرار في نفس المكان؟».
لم يكن الحريري مقنعاً لبيئته الحاضنة ولسان حالها يقول: «لقد أعطيناه فرصاً كثيرة؛ كي يحقق لنا الأحلام، فماذا تغير اليوم كي نكرر هذه الأغنية وهذا الكلام؟».
ولم يكن مقنعاً لحلفائه في التسوية الرئاسية أي حزب الله وحركة أمل والتيار العوني فكلمتهم واضحة، لا عودة للحريري إلى السراي الكبير بشروطه بل بشروطنا برفقة صديقه جبران.
ولم يكن مقنعاً لحلفائه السابقين سمير جعجع ووليد جنبلاط فلم يترك للصلح معهم من سبيل أو مكان، بل حملهم مسؤولية أكثر الأشياء حتى «سمات البدن» كما قال حرفياً، التي أنقصت وزنه كثيراً هذه الأيام.
الحريري في إطلالته التلفزيونية كان متعباً محبطاً غير مقنع حتى لذاته، فالرجل صورته باتت من صور مرفأ بيروت بعد تفجير 4 أغسطس، والسؤال دائماً، من يعيد إعمار المرفأ؟ من يعيد الحريري رئيساً إلى السراي؟ خصوصاً أن ما بعد الانفجار ليس كما قبله، فاللبنانيون لم يعودوا يأكلون من طبق هذا الكلام.