عون مستقبلا الحريري في بعبدا أمس. (عكاظ)
عون مستقبلا الحريري في بعبدا أمس. (عكاظ)
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
مع اقتراب الاستشارات النيابية (الخميس) لتسمية رئيس وزراء مكلف يشكل الحكومة الجديدة، أطلق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري عملية نزع الألغام التي زرعها بيده في طريق تكليفه على خلفية مواقف القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وصمت «الثنائي الشيعي» ردا على الانتقادات التي وجهها لهم في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، مقدما نفسه على أنه السيناريو الوحيد المتبقي أمام الجميع لحل الأزمة القائمة.

الحريري، الذي زار قصري بعبدا وعين التينة أمس (الإثنين)، جدد التأكيد على أنّ المبادرة الفرنسية الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار وإعادة الإعمار، وقال عقب لقاء الرئيس ميشال عون «الجميع يُدرك هذا الأمر ويعرف أنّ لا وقت لدينا لإضاعته على المهاترات السياسية». ‏وأضاف: «أراهن على حكمة القوى السياسية وعلى تعاملها الواقعي مع الفرصة الوحيدة والأخيرة لتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات وفق جدول زمني معين، وعدم وجود أحزاب في الحكومة سيكون لأشهر قليلة، ولن تموت الأحزاب، بهدف إنجاح المبادرة وتنفيذ إصلاحات مالية وإدارية». ولفت إلى أن الإصلاحات محددة بورقة قصر الصنوبر التي هي بمثابة ‏بيان وزاري للحكومة الجديدة ما يسمح لباريس بتجييش المجتمع ‏الدولي بالاستثمار في لبنان. وأعلن أنه سيرسل وفداً للتواصل مع جميع الكتل السياسية للتأكد بأنها ملتزمة ببنود المبادرة الفرنسية، «وإذا تبين لي أن قناعة الكتل السياسية تغيرت فهذا شيء وأما إذا ‏كانت نتيجة الاتصالات بأن البعض مع المبادرة بشقها ‏الاقتصادي واضعاً شروطه المسبقة لإفشالها ‏فليتحمل مسؤوليته ويبلغ اللبنانيين». فيما دعا عون إلى وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة، محذرا من أن الأوضاع لم تعد تحتمل مزيداً من التردي، وشدد على التمسك بالمبادرة الفرنسية.


لكن مصادر مطلعة عبرت عن تشاؤمها، معتبرة أن نتائج مشاورات الحريري من الآن وحتى موعد الاستشارات الملزمة تميل إلى الفشل في حال استمرت المواقف السياسية على حالها، وهو أمر متوقع، وقالت: قد لا تكون هناك استشارات ولا تكليف، وأن الأمور ستتجه إلى التأجيل، إلا أن أوساط القصر الجمهوري اعتبرت أي حديث عن تأجيل الاستشارات سابقا لأوانه.

ورأت المصادر أن الأيام المتبقية غير كافية منطقياً للاتفاق بين الجميع، وعليه فإن تأجيل الاستشارات الخيار الأكثر رجحاناً، إلا إذا تدخل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشكل مباشر على خط المشاورات، وهو ما لم يحصل حتى الساعة.