-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
لم يفلح التأجيل الأول للاستشارات النيابية في تأمين لقاء بين رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أو بالحد الأدنى حصول اتصال بين الرجلين لحلحلة العقدة التي إن لم تنفجر في عملية التكليف ستنفجر لا محالة خلال التأليف. المشهد لا يزال ضبابيا في لبنان رغم انطلاق العدّ العكسي للموعد الثاني للاستشارات (الخميس)، إذ لم يطرأ تقدم على صعيد المشاورات التي وفقاً لمصادر بعبدا وعين التينة وبيت الوسط متوقفة بين الجميع.

فهل تذهب الأمور إلى تأجيل ثانٍ لجهة عدم تجاوب الحريري مع المبادرة الرئاسية (التواصل مع جبران)، أو لجهة عدم نضوج الطبخة الحكوميّة؟


مصادر مطلعة ترى أن الرئيس ميشال عون لا يريد الظهور بصورة المعطل، وعليه فإن يوم الخميس يبدو محفوفاً بالمفاجآت بسبب صعوبة التأجيل الثاني وصعوبة تسويق أسماء أخرى بوجه الحريري، الأمر الذي سيفضي وفقا للمؤشرات المتوفرة حتى الساعة إلى تكليف الحريري، وهذه المرة بعدد أصوات مريح مقارنة بالأسبوع الماضي بسبب الحلحلة التي طرأت على موقف القوات اللبنانية وقبولها بتسميته.

وفق هذه المعطيات، فإن الاستشارات ستحصل بمعزل عن مآخذ الرئيس عون وباسيل على تسمية الحريري. وأفادت مصادر مطلعة بأن ما لم يحققه (عون وصهره) خلال التكليف سيتمكنان من تحقيقه خلال التأليف، إذ يحق لعون التسلح بتوقيعه الدستوري الإلزامي لعرقلة تشكيل حكومة الحريري.

وليس هذا فحسب ما ينتظر الحريري، فقد اتضح أن الثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي مصران على تسمية الوزراء من حصتهم، فكيف سيواجه الحريري عملية التأليف، وكيف سيلجم شراهة الأحزاب على تقسيم «الكعكة»، الأمر الذي يتعارض مع مبادرته الإنقاذية القائمة على حكومة اختصاصيبن لا حزبيين؟

يقول مرجع سياسي في مجلس خاص: «ركزوا أنظاركم الآن على التكليف.. فلا تأليف قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية».