بعد مفاجأة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن إمكانية تفجير مصر سد النهضة، وإعلان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، استئناف المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا بدءا من يوم غد (الثلاثاء)، رفضت الخرطوم مواصلة التفاوض بنفس الأساليب والطرق التي اتبعت خلال الجولات السابقة وأفضت إلى طريق مسدود.
وأعلن وزير الري السوداني في رسالة لوزيرة التعاون الدولي لجنوب إفريقيا اليوم (الإثنين)، تمسك بلاده بالمفاوضات الثلاثية للتوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة. ووفق وكالة الأنباء السودانية «سونا»، دعا الوزير لدعم المفاوضات القادمة بتفويض جديد من رؤساء دول مجلس الاتحاد الإفريقي، مضيفاً أن السودان سيشارك في اجتماع (الثلاثاء) للتباحث حول ابتداع طرق ومناهج تفاوض مغايرة لتلك التي اتبعت في الجولة الماضية.
وكان رئيس جنوب أفريقيا أعلن اليوم (الإثنين) استئناف المفاوضات تحت رعاية أفريقية، مضيفاً أن تلك الخطوة جاءت بعد مشاورات مكثفة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيسي وزراء إثيوبيا آبي أحمد، والسودان عبدالله حمدوك.
وتوقفت جولات المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي بعدما أخفقت في التوصل إلى نتيجة بشأن الأزمة المعقدة. وقد أعلنت مصر سابقا فشل التوصل لصيغة مشتركة حول سد النهضة، عقب انتهاء آخر جولات التفاوض التي دعا إليها الاتحاد الأفريقي في 28 أغسطس الماضي بسبب التعنت الإثيوبي وتجمد الموقف من وقتها وحتى الآن.
ويتوقع أن يصبح هذا السد الذي تقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق، أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في أفريقيا.
وفي حين تقول أديس إبابا إنه ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، ترى القاهرة أنه يمثل تهديداً حيوياً لها، إذ يعتبر نهر النيل مصدراً لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد. وتصاعدت حدة الخلاف أخيرا مع مواصلة السلطات الإثيوبية أعمالها وملء الخزان الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه.
ولا تزال المفاوضات بين الدول الثلاث متعثرة بسبب الخلاف حول قواعد الملء والتشغيل، ويعقد وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا اجتماعاً غداً (الثلاثاء) برعاية الاتحاد الإفريقي وبدعوة من جنوب إفريقيا، لبحث سبل استئناف المفاوضات حول سد النهضة.