مع بقاء أسبوع واحد قبل الانتخابات الأمريكية، تكتسح عدد من الولايات النشرات والإعلانات التلفزيونية ذات الميزانيات الكبيرة للناخبين، متزامنة مع زيارات المرشحين في اللحظة الأخيرة.
إذ تُعتبر 13 ولاية هي ساحات قتال هذا العام، وفقاً لتقرير نشره اليوم (الثلاثاء)، مركز «كوك» الأمريكي السياسي غير الحزبي، الذي يستخدم أحدث استطلاعات الرأي لتحديد حالة السباق الرئاسي الأمريكي 2020.
وتمثل هذه الولايات معًا ساحة معركة تضم 132 مليون شخص، أو 40% من إجمالي السكان الأمريكيين. وبطبيعة الحال، ركزت كلتا الحملتين بشدة على تلك الولايات.
وتشير البيانات إلى أن 98% من جميع أحداث الحملة الانتخابية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والمنافس الديموقراطي جو بايدن وقعت في 12 من أكثر الولايات المتقاتلة في الأسابيع الـ8 الأولى من دورة الانتخابات في الخريف.
وتشمل ولايات المعارك هذا العام ولايات متأرجحة دائمة، مثل فلوريدا وأوهايو ونيوهامبشاير، جنبًا إلى جنب مع الولايات ذات التاريخ الجمهوري مثل تكساس وجورجيا ونورث كارولينا وأريزونا.
وألمح التقرير إلى أن ولايات مثل ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن تعتبر ضرورية أيضًا لكلا الطرفين، إذ تمثل ولاية بنسلفانيا واحدة من أكثر ساحات المعارك حروبًا.
ويشير التقرير إلى أن التركيز المكثف على الولايات المتصارعة أهمية للفوز بالكلية الانتخابية، وهو نظام تصويت عمره قرون يتطلب من المرشح الفوز بـ270 صوتًا انتخابيًا للاستيلاء على البيت الأبيض. وتمنح الولايات مجموع أصواتها الانتخابية للمرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات، ففي اثنتين من الانتخابات الـ5 الماضية، منحت الهيئة الانتخابية البيت الأبيض للخاسر من التصويت الشعبي، وفي المرتين فاز الجمهوريون.
كما حدث عام 2000، فاز آل جور في التصويت الشعبي بـ500 ألف صوت على مستوى البلاد، لكنه انتهى به الأمر بخسارة الهيئة الانتخابية بعد أن استولى جورج دبليو بوش على فلوريدا بهامش ضئيل بلغ 537 صوتًا.
وفي عام 2016، فازت هيلاري كلينتون في التصويت الشعبي بنحو 3 ملايين صوت لكنها خسرت الهيئة الانتخابية أمام ترمب.
فلوريدا، حيث يُقام أحد أضيق السباقات، تتمتع تلك الولاية بسمعة طويلة كرائدة للفوز بالبيت الأبيض. يقول أستاذ العلوم السياسية من جامعة فلوريدا أتلانتيك «كيفين واغنر» إن السبب وراء صعوبة التنبؤ بولاية فلوريدا ناشئ عن التركيبة السكانية المتنوعة للولاية. مضيفاً بأنها في النهاية هي أكبر ولاية متأرجحة والأكثر تحديداً لمن سيفوز في الانتخابات، باعتبارها واحدة من أكثر مناطق التصويت تميزاً.
إذ يميل جنوب فلوريدا إلى اليسار ويصوت على غرار الولايات الشمالية الشرقية، بينما يميل شمال فلوريدا إلى اليمين. أما وسط فلوريدا فإنه يشكل معادلة صعبة بسبب العدد الكبير من المهاجرين الجدد.
ويذكر التقرير أنه إذا ما تمكن ترمب من التمسك بفلوريدا، فسيظل بحاجة إلى حمل الولايات التي صوتت له في عام 2016 من أجل الفوز بإعادة انتخابه.
أما بالنسبة لبايدن، فإن الفوز في فلوريدا يعني أنه بحاجة إلى الفوز في ولايات أخرى ذات قدرة تنافسية عالية، مثل نورث كارولينا، وجورجيا، إذ يتصدر ترمب متقدمًا عليه بالنقاط.
وأضاف التقرير: بعض المراقبين السياسيين يحذرون من وضع افتراضات على أساس التصويت المبكر لأنهم لا يقدمون أي تنبؤات دقيقة للإقبال في يوم الانتخابات. كما أن الطبيعة غير المسبوقة لوباء كوفيدـ19 تضيف عاملاً إضافياً من عدم اليقين.