ليس هناك رأيان أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي باتت على مقربة؛ لا تحظى بالاهتمام والتحليل والمراقبة عن كثب في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل خاص والعالم قاطبة بشكل عام؛ كونها ستحدد طبيعة المسار الأمريكي القادم وكيفية تعاطي المرشح الفائز سواء كان جمهوريا (ترمب) أو ديموقراطيا (بايدن) مع مختلف القضايا الخارجية، وإن كانت الرؤية شبه واضحة حيال تعاملات الرئيس ترمب مرشح الحزب الجمهوري في حالة فوزه بالاستحقاق لفترة ثانية.. ويؤكد الخبراء أنه في حالة فوز جون بايدن مرشح الحزب الديموقراطي؛ فإن السياسة الأمريكية بشأن قضايا الشرق الأوسط ستشهد تغييرا في الملفات المتعلقةِ بإيران؛ رغم أن منظري السياسة الخارجية في الحزب الديموقراطي يلمحون إلى أن التغيير لن يكون جذريا باعتبار أن جون بايدن لن يتبنى نفس سياسة الرئيس السابق أوباما على ضوء المتغيرات الجذرية على أرض الواقع في ظل مسار التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، والشراكة الأبدية بين تل أبيب وأي رئيس جديد قادم للبيت الأبيض سواء كان ديموقراطيا أو جمهوريا، ولا يمكن لأي منهما الابتعاد عن التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة، التي تحظى بأهمية إستراتيجية واقتصادية وجيوسياسية بالنسبة للولايات المتحدة. وتعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر التاسعة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة، الأعنف في ظل تحد غير مسبوق وهو جائحة «كوفيد-19»، التي تحولت من أزمة صحية يفترض أن توحد المجتمع الأمريكي إلى قضية سياسية بامتياز، تم استغلالها وتوظيفها في الحملات الانتخابية لكلا المرشحين؛ فجون بايدن، صَعَّد من انتقاداته لترمب، لما وصفه بـ«الأخطاء الكارثية» التي ارتكبها في التعامل مع هذه الجائحة، وما أدت إليه من نتائج كارثية، بينما سعى ترمب إلى نفي هذه الانتقادات، وصرح مراراً بأن الديموقراطيين يستخدمون الفايروس الجديد «كخدعة» انتخابية، بل ووصف جون بايدن بـ«عدم الكفاءة» خلال التعامل مع فايروس إنفلونزا الخنازير خلال فترة حكم الرئيس السابق أوباما عام 2009.. صحيح أن «كوفيد ١٩» سيطر على أجواء الحملات الانتخابية وسيستمر في السيطرة على الأجواء حتى بعد الانتخابات في السنة الاولى، وسيغير السياسة الأمريكية مجددا تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد سيطرة الإدارة الجديدة، وستحظى منطقة الشرق الأوسط بأهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة، لاعتبارات سياسية وإستراتيجية واقتصادية وأمنية، وهناك مجموعة من الثوابت التي ترتكز عليها السياسة الأمريكية في التعامل مع هذه المنطقة..
غدا نستكمل..
غدا نستكمل..