-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
الانسحاب الأمريكي الكامل المرتقب من أفغانستان في الربع الأول من عام ٢٠٢١ يجب أن يكون محسوبا بدقة متناهية، مشروطا بضرورة اكتمال تنفيذ الاتفاق بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية أو على الأقل تنفيذ البنود التي تتعلق بالجوانب الأمنية؛ تحسبا من الدخول في انهيارات أمنية مفاجئة وحالة عدم الاستقرار الأمني، الأمر الذي يعني العودة مجددا للمربع الصفر، خصوصا أن الدول المعادية لأفغانستان، وتحديدا إيران، التي تعتبر من الدول الفاعلة في أفغانستان، وتسعى لاستمرار تغلغلها الطائفي لممارسة نفوذ سياسي تدميري بعد انسحاب الولايات المتحدة، إذ تحرص طهران على تعزيز حضورها مع القوى الأخرى التي تشارك في أفغانستان، مثل الهند وروسيا والصين. وتختلف معطيات عام ٢٠٢٠ عن عام ٢٠٠١ كون التعاون بين الولايات المتحدة وإيران في أفغانستان في مرحلة ما قبل وما بعد الإطاحة بطالبان في عام 2001، إذ كانت المصالح في تلك الفترة متقاربة في أفغانستان، خصوصا منع طالبان من الحكم.

وعندما يزعم مستشار نظام خامنئي علي أكبر ولايتي، أن إيران تعارض استمرار الحرب في أفغانستان وتدعم إرساء السلام والاستقرار فيها فإنه غير صادق في ما يقوله كون أذرع إيران الطائفية متغلغلة في أفغانستان وتعتبر عنصرا رئيسيا في تدميرها وتخريبها وإيصالها لهذه المرحلة كون إيران حافظت على بناء علاقات وثيقة مع الطاجيك والهزارة في أفغانستان لكسب النفوذ القبلي وحماية مصالحها بعد الانسحاب الأمريكي وتعزيز بناء نفوذها في مجالي التعليم الطائفي ووسائل الإعلام المختلفة. وظلت إيران تبني وتدعم المدارس والمساجد والمراكز الإعلامية الموالية لنظام ولاية الفقيه في شمال وغرب أفغانستان، إضافة إلى كابول، خصوصا أن المدارس الأفغانية تتلقى آلاف الكتب الطائفية. وأكد المراقبون أن النفوذ الطائفي الإيراني في أفغانستان بعد رحيل القوات الأمريكية من أفغانستان سيتعاظم؛ مثلها مثل روسيا والصين، إلا أن نظام خامنئي المتغلغل أصلا في أفغانستان سيعمل على ملء الفراغ الذي يتسبب به تضاؤل النفوذ الأمريكي في أفغانستان، لتعزيز موطئ أقدامه من خلال تعضيد الدعم لمليشيات (فاطميون) في أفغانستان، و«زينبيون» في الباكستان، التابعين للحرس الثوري الإيراني؛ بالسلاح والمال وتوفير التدريب المليشياتي، وتجنيد المزيد من اللاجئين من داخل إيران من الأفغان من أجل الانضمام إلى صفوف المليشيات الطائفية.