بايدن
بايدن
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
يمكن الجزم أن «كوفيد ١٩» هو الذي ساهم في فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في السباق إلى البيت الأبيض، وأسقط الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب في انتخابات ٢٠٢٠، التي توج فيها الفايروس الفتاك نفسه متصدرا المشهد الانتخابي، وأضحى بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، ويحكم البيت الأبيض الذي كان قبل أسابيع مثار هلع وفزع بعد إصابة ترمب بالوباء، الذي عجز عن تقديم علاج للفايروس ولم يستطع إقناع الناخب بتعامله مع «كوفيد 19»، وألمح إلى استحالة تخليه بسهولة عن كرسي البيت الأبيض لصالح الديمقراطيين، وحتى بعد إعلان فوز بايدن لم يعترف بالهزيمة. إلا أنه لم يهزم ترمب سوى الفايروس. صحيح أن الوباء أعاد رسم خريطة العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولكن الأكثر صحة أن فايروس كورونا هو الذي غير موازين القوى في أكبر دولة في العالم في الانتخابات الأمريكية غير المسبوقة وأعطى الديمقراطيين دفة الحكم وأطاح بالجمهوريين.

لقد تسيد كورونا العالم بلا منازع، وأعطى فرصة ذهبية للناخب الأمريكي في الاعتماد الكبير على التصويت عبر البريد، حيث أدلى ١٠٠ مليون ناخب بأصواتهم بهذه الكثافة التاريخية.


وأكد الخبراء، أن وباء كورونا أسقط ترمب الذي واجه أحد أكبر المحن التي مرت على الولايات المتحدة، وكانت النتيجة كارثية على أمريكا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث جعل كوفيد من هذه الأزمة لحظة فارقة، غيرت مسار انتخابات الرئاسة.

أظهرت جائحة كورونا البون الشاسع بين دول تحركت في الوقت المناسب ونجحت في احتواء الوضع بأخف الأضرار الممكنة، ودول أساءت تقدير الموقف وتحركت في الوقت الضائع كالولايات المتحدة.

وبعد الإعلان عن فوزه، شكل الرئيس الأمريكي المنتخب فريق أعضاء عمله المعني بمكافحة فايروس كورونا، بينما يستعد لانتقال السلطة في أول قرار يتخذه، كونه يعلم أن عدم الاهتمام بملف كورونا يعني نهاية مبكرة له. وحدد الرئيس المنتخب 4 أولويات سيعمل عليها بعد الانتقال إلى البيت الأبيض في يناير 2021، وتأتي مكافحة فايروس كورونا على رأس الأولويات، يتبعها التعافي الاقتصادي، والمساواة العرقية، والتغير المناخي، فضلا عن العمل على إيصال اللقاح إلى كل أمريكي بشكل مجاني فور أن يصبح جاهزا.

وكان فايروس كورونا واحدا من العوامل الرئيسية التي دفعت ملايين الأمريكيين إلى التصويت لصالح بايدن في الانتخابات، بحسب استطلاع أجرته وكالة «أسوشيتد برس»، بعدما رأوا أن إدارة ترمب لم تكن موفقة في هذا الملف.