-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
على الرغم من الاختلاف الآيديولوجي بين النظام الإيراني الطائفي، وتنظيم القاعدة الإرهابي، إلا أن العلاقة الإيرانية مع التنظيمات الإرهابية بمختلف تلوناتها الآيديولوجية والمذهبية والطائفية، هي استراتيجية إيرانية تخريبية لم تحد عنها إيران منذ عام 1979، من أجل تحقيق الغاية الإيرانية الطائفية في تمدد الفكر الإرهابي الطائفي للتأثير والسيطرة على مختلف التفاعلات والتوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، عربدة وتدميرا وقتلا وتفجيرا، بدعم فاضح من تنظيم القاعدة وأذرعته الإرهابية.. وتم تأسيس التعاون السري بين طهران والقاعدة، في أوائل التسعينيات في السودان، واستمر بعد انتقال تنظيم القاعدة إلى أفغانستان، بل وتجلى على الأراضي الإيرانية قبل وأثناء وبعد هجمات 11 سبتمبر.

وعلى الرغم من أن النظام الإيراني معروف بتعاونه الإرهابي مع القاعدة، إلا أن الولايات المتحدة اتهمت إيران رسمياً لأول مرة في يوليو 2011 بتشكيل تحالف مع القاعدة يتضمن إيواء عناصر القاعدة على أراضيها، فضلاً عن مساعدة القاعدة على نقل الأموال والأسلحة والمقاتلين.


ويكرس مقتل رجل القاعدة الثاني، «أبو محمد المصري» مع ابنته أرملة حمزة بن لادن، اللذين كانا يعيشان في إيران، ليس فقط احتضان طهران قيادات القاعدة فحسب، بل التخطيط معهم لضرب الدول العربية والإسلامية ودول العالم.

لقد نشر الإعلام الرسمي للنظام الإيراني يوم 7 أغسطس الماضي أن «مجهولين أقدموا على اغتيال أب عربي وابنته». وذكرت وكالة «فارس» أنّ «دراجة نارية اقتربت من السيارة وأطلقت أربع طلقات على السائق وابنته»، مشيرةً إلى أنّه «تم العثور على جثتيهما يوم 7 أغسطس».

إلا أن طهران عادت ونفت المعلومات التي تتحدث عن إيوائها قادة تنظيمات إرهابية حيث يعتبر نفي النفي إثباتا. وأمس (السبت) اعتبرت طهران أن تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» عن اغتيال المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة في طهران، عبارة عن «معلومات مختلقة» بزعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده.

وكانت «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنّ عملاء قتلوا ثاني أعلى قيادي في تنظيم القاعدة، في إيران، يوم 7 أغسطس الماضي، وهو عبدالله أحمد عبدالله، الذي يحمل اسماً حركياً هو «أبو محمد المصري» المتهم بتدبير هجمات قاتلة على سفارات أمريكية في أفريقيا، عام 1998.

ووفقا للصحيفة، قتل المصري بالرصاص في أحد شوارع طهران على أيدي شخصين كانا على دراجة نارية. والمصري كان واحدا من خمسة قياديين في القاعدة أفرجت عنهم إيران عام 2015، مقابل تسليم دبلوماسي إيراني كان قد اختطف في اليمن. وفقا للجنة 11 سبتمبر للتحقيق في العلاقات الإيرانية بالقاعدة فإنه يتضمن بابا مستقلا بعنوان «مساعدة من حزب الله وإيران للقاعدة»، يشير إلى أنه بعد فترة وجيزة من هذه الاجتماعات في السودان أواخر عام 1991 أو 1992، «سافر كبار نشطاء القاعدة ومدربيها إلى إيران لتلقي التدريب على المتفجرات».

ويبدو أن التآمر الإيراني ذهب إلى أبعد من اقتصار رعايتها السياسية والأمنية على حركات إرهابية كحزب الله اللبناني أو الحوثي لتشمل تنظيمات إرهابية؛ مثل حركة الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش، لتوافق المصالح الأمنية المشتركة التخريبية ولجعل إيران تمد جسور التواصل التدميرية، لتؤكد المؤكد لصفحة لم تعد خفية من صفحات الإستراتيجية الإقليمية الإيرانية الطائفية الإرهابية في المنطقة والعالم.