محتجون لبنانيون يرفعون لافتات تؤكد عدم ثقتهم في السلطة الحاكمة خلال مظاهرات سابقة.
محتجون لبنانيون يرفعون لافتات تؤكد عدم ثقتهم في السلطة الحاكمة خلال مظاهرات سابقة.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
هل تعود الدماء إلى شوارع لبنان؟ سؤال فرض نفسه على الساحة اللبنانية بفعل التحذيرات الرسمية التي صدرت عن المجلس الأعلى للدفاع ومعه المديرية العامة للأمن العام على لسان لوائها عباس إبراهيم.

ومن المعلوم أن هذه الأجهزة وغيرها تدور في فلك حزب الله ورئاسة الجمهورية. فما حقيقة هذه التحذيرات؟ وهل لبنان مقبل على جولة جديدة من التصفيات والاغتيالات؟


عضو كتلة القوات اللبنانية النائب الجنرال وهبي قاطيشا، قال لـ«عكاظ» إن هناك من يوظف هذه التحذيرات التي قد تدفع إلى مزيد من الفوضى القائمة أساساً في البلاد، وذلك في خضم التحول الجذري الخارجي الحاصل على خلفية الصراع الإيراني - الأمريكي. ولفت إلى إمكانية أن تنعكس هذه التحولات بصورة قاتمة على الساحة اللبنانية، خصوصاً أن كل تحول كبير لا بد أن تستجد فيه «الخضات» الأمنية، ولبنان ساحة مفتوحة بفعل غياب الدولة أو تغييبها عن ممارسة دورها.

وطالما هذا التحول حاصل يقول قاطيشا، فإن التهديد الأمني قد يطال كل لبنان وليس فقط شخصيات سياسية.

ووضع قاطيشا كل هذه المعلومات والتحذيرات التي هزت الساحة اللبنانية في هذا الوضع الدقيق والخطر الذي يمر فيه لبنان في خانة التحليل أو وفق ما أسمته بعض المصادر الأمنية بالعمل الأمني الاستباقي، لافتاً إلى أن بعض الأجهزة تسعى للتبرؤ من أي مسؤولية في حال كان لبنان مستهدفاً أو أي شخصية سياسية فيقول: نحن حذرناكم.

وعن تحميل حزب الله مسؤولية أي عملية اغتيال، قال إن الجرائم التي انكشفت سواء في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو محاولة اغتيال الوزير السابق بطرس حرب، ثبتت الوقائع أن حزب الله هو المتهم، لذلك توجه إليه الآن أصابع الاتهام، ولكن قد يكون هناك فريق آخر له مصلحة في خض البلد الذي يعيش فوضى على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمعيشة والأمنية.

وضمن تجاوزات حزب الله، تعرّضت أسرة الصحفية مريم سيف الدين، ليل السبت، لاعتداء جسدي وتهديدات بالقتل من قبل أحد أقربائها المدعو علي حسين سيف الدين، المعروف بممارساته المليشياوية وارتباطاته بـالحزب وتورطه بالعديد من الجرائم في منطقة سكنه.

وكتبت سيف الدين على صفحتها في «فيسبوك»: «لطالما تلقيت تهديدات على خلفية مقالات أكتبها». في الأشهر الأخيرة لي في صحيفة «نداء الوطن» كنت أسمع في حيي ومن قبل المعتدين وغيرهم امتعاضات مما أكتبه، وأني تجاوزت الحدود. ووثّقت مريم الاعتداء على أسرتها بفيديو يُظهر تهجّمه على والدتها وشقيقها عند مدخل منزلها.