في يوليو الماضي، أقر مسؤول إيراني بحريق منشأة (نطنز) النووية الذي أحدث أضراراً جسيمة في المنشاة، ما قد تبطئ من صنع أجهزة طرد مركزي متطورة على المديين المتوسط والطويل في عمل وصفته طهران بالتخريبي، كما اعترف أن إيران ستعمل على إقامة مبنى آخر أكبر ومزود بمعدات أكثر تطوراً بدلاً من المبنى المتضرر. ولم يكن من الصدفة ما أعلنته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، عن نشر صور للأقمار الصناعية، في عدد من المواقع المتخصصة في تعقب التغييرات الجارية على الأرض، حول وجود تغير ملحوظ في طبيعة الطرق المحيطة بمنشأة نطنز الإيرانية التي تعرضت إلى تفجير يوليو الماضي.
«التايمز» كشفت أيضا أن إيران تنقل منشأة نووية لمواقع محصنة تحت الأرض، فيما قالت الطاقة الذرية الإيرانية: «سيعاد بناء مبنى نطنز في قلب الجبال».. المشروع الجديد تحت الأرض لم يكن واضحا للمراقبين للتطورات على الأرض بالعين المجردة، لكن صور الأقمار الصناعية الجديدة كشفت لأول مرة، مداخل نفق جديدة للبناء تحت الأرض تحت سلسلة من التلال في سفوح الجبال جنوبي منشأة نطنز.ولدى إيران عدد من المحطات والمنشآت النووية، أهمها مفاعل أراك لإنتاج الماء الثقيل، ومحطة بوشهر النووية، ومنجم غاشين لليورانيوم، ومحطة أصفهان لمعالجة اليورانيوم، ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وموقع بارشين العسكري، ومحطة قم لتخصيب اليورانيوم. وتتجاهل طهران تحذيرات من هيئات علمية دولية، عن كارثة محتملة قد تتعرض لها المفاعلات النووية الإيرانية؛ كون هذه التحذيرات تستند إلى الرقعة الجغرافية الإيرانية التي تعد من أكثر بقاع العالم تعرضا للزلازل، إلى جانب ضعف إجراءات السلامة في تلك المفاعلات.ووفق ما نشرته «نيويورك تايمز» فإن خطورة مفاعل نطنز أصبحت تراكمية ليس بسبب فقط ضعف إجراءات السلامة ووجودها في حزمة السلسلة الزلزالية التي ستؤدي إلى كارثة مضاعفة؛ وعلى المجتمع الدولي الضغط على إيران لإخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ كونها تفتقد معايير الأمن والسلامة النووية.الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون ساخنة، وربما ساخنة جدا، والسؤال إلى أين يتجه البرنامج النووي الإيراني؟ هل لإعادة العمل بحسب ما ورد في تصريحات بايدن أو استمرار الاتفاق كما هو عليه في مرحلة حكم ترمب؟. من مصلحة المنطقة أن يكون الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي الإيراني.. إن استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتأتى إلا بإنهاء وتحجيم السلاح النووي الإيراني الذي يعتبر قنبلة موقوتة ستأكل الأخضر واليابس.