تدرك المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما يدرك المسؤولون اللبنانيون، أن لا قدرة للأجهزة الأمنية كما لا رغبة لديها بتوقيف المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري القيادي في «حزب الله» سليم عياش.
لقد قالها حسن نصر الله قبل سنوات واضحة، المتهمون بجريمة اغتيال الحريري بالنسبة إلينا هم من القديسين، فكيف لدولة وأجهزة أمنية شرعية أن توقف متهماً صنفه الحاكم بأمره في لبنان «قديساً»؟
لقد أخطأت المحكمة الدولية عندما طلبت من السلطة اللبنانية أن توقف عياش، فالأجدى بها أن تطلب من دويلة «حزب الله» في لبنان أن تسلمها العياش.
بين الدولة والدويلة ليس هناك من مجال للمقاربة والمقارنة، فالدولة ومنذ زمن بعيد استسلمت وألقت سلاحها ووضعت دستورها في الدرج تجاه الدويلة التي أرخت بسلطتها وهيمنتها على كل المفاصل والمرافق الرسمي منها وغير الرسمي. وحدها دويلة «حزب الله» تمتلك القرار في لبنان، أراد المسؤولون اللبنانيون أن يعترفوا بذلك أم يتنكروا لعجزهم وضعفهم. فأية جريمة يُتهم بها عنصر من «حزب الله» لا قدرة للقضاء أن يستدعيه ويحاسبه ويجرّمه إن لم يوافق الحزب على ذلك. البحث عن سليم عياش ليس بالصعب في لبنان، فربما كان في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت قبل ذاك الانفجار الذي دمر عاصمة لبنان، وهو على المعابر الحدودية المشرعة للتهريب من المازوت وصولاً إلى السلاح، وهو في الأروقة حيث تشكل الحكومة، وهو آمر للسجن الكبير حيث يسجن اللبنانيون بتهمة أو دون تهمة، هو حيث قطاع مصرفي جديد ينشأ بصورة غير شرعية فيما القطاع المصرفي الشرعي ينهار، هو على رفوف «السوبر ماركات» حيث تباع البضائع الإيرانية التي لم تخضع للجمارك والرسوم ككل البضائع التي تدخل لبنان.
سليم عياش في كل زقاق وحي ودائرة رسمية في لبنان، هو في قانون الانتخاب الذي صيغ بقرار من «حزب الله»، وهو في الأكثرية النيابية التي صنعها «حزب الله»، هو في الحكومة الحالية المستقيلة، وهو في الحكومة التي كانت قبلها وولدت عبر التسوية الرئاسية بقرار من «حزب الله»، وهو على الأرجح في الحكومة التي سوف تشكل إن سمح بتشكيلها «حزب الله».
سليم عياش ليس شخصاً ولا فرداً ذهب إلى بائع في أحد الأسواق اللبنانية واشترى طناً من المتفجرات، واستيقظ صباحاً غاضباً من زوجته فقرر اغتيال رفيق الحريري.
سليم عياش هو منظومة كاملة تمتد من دمشق إلى طهران، هو مليشيا عسكرية سمحت لنفسها بهدم كل الجدران بإقلاق كل العواصم العربية، بإرسال كل أنواع الصواريخ والمسيرات. سليم عياش هو رمز لهيمنة تسيطر وتحكم على رقبة كل لبنان. سليم عياش هو الدويلة التي ألغت الدولة في لبنان. البحث عن سليم عياش نكتة سمجة تطلقها المحكمة الخاصة بلبنان، فكأنها تطلب من السجين أن يوقف السجان، أو كأنها تضحك على اللبنانيين وعلى لبنان.
لقد قالها حسن نصر الله قبل سنوات واضحة، المتهمون بجريمة اغتيال الحريري بالنسبة إلينا هم من القديسين، فكيف لدولة وأجهزة أمنية شرعية أن توقف متهماً صنفه الحاكم بأمره في لبنان «قديساً»؟
لقد أخطأت المحكمة الدولية عندما طلبت من السلطة اللبنانية أن توقف عياش، فالأجدى بها أن تطلب من دويلة «حزب الله» في لبنان أن تسلمها العياش.
بين الدولة والدويلة ليس هناك من مجال للمقاربة والمقارنة، فالدولة ومنذ زمن بعيد استسلمت وألقت سلاحها ووضعت دستورها في الدرج تجاه الدويلة التي أرخت بسلطتها وهيمنتها على كل المفاصل والمرافق الرسمي منها وغير الرسمي. وحدها دويلة «حزب الله» تمتلك القرار في لبنان، أراد المسؤولون اللبنانيون أن يعترفوا بذلك أم يتنكروا لعجزهم وضعفهم. فأية جريمة يُتهم بها عنصر من «حزب الله» لا قدرة للقضاء أن يستدعيه ويحاسبه ويجرّمه إن لم يوافق الحزب على ذلك. البحث عن سليم عياش ليس بالصعب في لبنان، فربما كان في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت قبل ذاك الانفجار الذي دمر عاصمة لبنان، وهو على المعابر الحدودية المشرعة للتهريب من المازوت وصولاً إلى السلاح، وهو في الأروقة حيث تشكل الحكومة، وهو آمر للسجن الكبير حيث يسجن اللبنانيون بتهمة أو دون تهمة، هو حيث قطاع مصرفي جديد ينشأ بصورة غير شرعية فيما القطاع المصرفي الشرعي ينهار، هو على رفوف «السوبر ماركات» حيث تباع البضائع الإيرانية التي لم تخضع للجمارك والرسوم ككل البضائع التي تدخل لبنان.
سليم عياش في كل زقاق وحي ودائرة رسمية في لبنان، هو في قانون الانتخاب الذي صيغ بقرار من «حزب الله»، وهو في الأكثرية النيابية التي صنعها «حزب الله»، هو في الحكومة الحالية المستقيلة، وهو في الحكومة التي كانت قبلها وولدت عبر التسوية الرئاسية بقرار من «حزب الله»، وهو على الأرجح في الحكومة التي سوف تشكل إن سمح بتشكيلها «حزب الله».
سليم عياش ليس شخصاً ولا فرداً ذهب إلى بائع في أحد الأسواق اللبنانية واشترى طناً من المتفجرات، واستيقظ صباحاً غاضباً من زوجته فقرر اغتيال رفيق الحريري.
سليم عياش هو منظومة كاملة تمتد من دمشق إلى طهران، هو مليشيا عسكرية سمحت لنفسها بهدم كل الجدران بإقلاق كل العواصم العربية، بإرسال كل أنواع الصواريخ والمسيرات. سليم عياش هو رمز لهيمنة تسيطر وتحكم على رقبة كل لبنان. سليم عياش هو الدويلة التي ألغت الدولة في لبنان. البحث عن سليم عياش نكتة سمجة تطلقها المحكمة الخاصة بلبنان، فكأنها تطلب من السجين أن يوقف السجان، أو كأنها تضحك على اللبنانيين وعلى لبنان.