«أعداء الأمس.. أصدقاء اليوم»، «كل شيء جائز في الحب والحرب».. هذا المثل البريطاني الشهير، ينطبق على التحالف بين «أعداء الأمس» حزب الشعب الباكستاني بزعامة زرداري الأب وبيلاول بوتو الابن، وحزب الرابطة الإسلامية برئاسة شهباز شريف (العم) ومريم نواز (ابنة نواز شريف) اللذين أصبحا «أصدقاء اليوم» بامتياز، حيث شاركت الأخيرة مع بيلاول بوتو زرداري في الذكرى الـ١٤ لمقتل رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو، في معقل أسرة بوتو المعروفة بخدا بخش في السند، في أول سابقة من نوعها من حزب الرابطة بقيادة نواز شريف، إذ تخندق الحزبان مع رئيس جمعية علماء الإسلام مولانا فضل الرحمن، في تحالف المعارضة، لإسقاط حكومة عمران قبيل نهاية يناير القادم، حيث صعّد تحالف الديموقراطية المعارض خطته لتحريك الشارع للضغط على حكومة عمران لتقديم استقالتها، من خلال سلسلة احتجاجات في عدة مدن رئيسية، بدأت بمدينة كوجراولا في البنجاب، وكراتشي، ولاهور، وكان آخرها الجلسة الاحتجاجية التي عقدت في مسقط رأس أسرة بوتو في السند التي غاب عنها مولانا فضل الرحمن، حيث أفادت مصادر مقربة منه أن أسباب عدم مشاركته تعود لاحتواء الإشكاليات التي نتجت عن إقصائه 4 من القيادات الشهيرة من الجمعية نتيجة خلافات حول مسار الجمعية سياسيا. وشهدت الجلسة الاحتجاجية في مسقط رأس بوتو حضورا شعبيا غير مسبوق، حيث أعلنت مريم نواز أن غالبية أعضاء البرلمان في حزب الرابطة قدموا استقالاتهم لدى الحزب ملتزمين بالوعد الذي تم قطعه أمام المعارضة، معتبرة أن أيام عمران في الحكم أصبحت معدودة، على حد قولها. ووعد تحالف المعارضة بالتوجه نحو إسلام أباد في مسيرة اعتصامية لن تنتهي إلا باستقالة حكومة عمران التي أرسلت العديد من الرسائل المباشرة وغير المباشرة لفتح الحوار مع المعارضة، إلا أن المعارضة رفضت أي حوار قبل تقديم عمران استقالته. وشهد تحالف المعارضة هزة بعد إقصاء مولانا فضل الرحمن عددا من القيادات داخل الجمعية التي يرأسها، كون إقصاء القيادات الـ4 قد يساهم في إضعاف شعبية مولانا فضل الرحمن الذي يراهن تحالف المعارضة على شعبيته الجماهيرية وخاصة الشريحة الإسلامية.. وفي حالة استكمال أعضاء البرلمانات الـ4 الإقليمية والبرلمان المركزي استقالاتهم فإن ذلك الأمر قد يؤدي لتعليق العمل في البرلمان، ودخول الحكومة في أزمة دستورية تتطلب الدعوة لانتخابات مبكرة.