ليس هناك رأيان أن العالم يحتاج إلى عقد صفقة عالمية جديدة، لإحلال السلم والتصالح وتعزيز الأمن الصحي والسياسي، ونحن قد ودعنا عام الجوائح «2020» الذي غير ملامح الكرة الأرضية وقلب عاليها سافلها؛ إلا أن المراقبين اختلفوا في تحديد ملامح العام الجديد2021 سياسياً واقتصادياً وصحياً. وهل سيكون امتداداً لعام الجوائح وضرورة التأقلم مع الواقع الجديد بحلوه ومره. فيما يرى البعض أن العام الجديد سيمثل عاماً محورياً لتجاوز تداعيات عام الجوائح الذي اجتمعت فيه الأزمات كإحدى تداعيات أزمة كورونا... ولا يمكن لأحد الإجابة القطعية..
وبقراءة فاحصة للعقود الماضية كانت هناك أحداث فاصلة مثل سقوط انهيار السوفيتى 1991 أو أحداث 11 سبتمبر 2001 أو غزو الكويت، والعراق، إلا أن عام 2020 كان مختلفاً بامتياز؛ إذ وصلت تأثيراته ونيرانه وحجارته ليس فقط لكل دولة فحسب ولكن في بيت حول العالم بدون مبالغة، وأدى ذلك لحدوث تحولات عميقة كونية أثارت إحساساً وفق مقولة «نهاية العالم» مثل الحروب أو الثورات أو الانهيارات الاقتصادية والزلازل والكوارت الكونية. ومن المؤكد أن عام 2020 كان كارثياً فعلاً وفَتحَ الصناديق السوداوية والإحباط وأغلق أبواب التفاؤل نتيجة الإغلاق والقيود -التي فُرِضت لكبح انتشارالفايروس، الذي أدى إلى إنهاك المجتمعات وحدوث تأثير هائل على النمو الاقتصادي كون الجائحة أحدثت أزمة عالمية ليس لها مثيل -علاوةً على خسائر بشرية هائلة- أفضت إلى أشد ركودٍ شهده العالم فضلاً عن حدوث انكماش للاقتصاد العالمي.. ليدفع بملايين من الناس في هوة الفقر المدقع. في مثل هذا الوقت من العام الماضي لم تكن تعبيرات مثل «الإغلاقات العامة» و«إلزامية ارتداء الكمامة» والتباعد الاجتماعي معروفةً للعالم. لكنها اليوم أصبحت جزءاً من لغة الحياة اليومية. ولم يستطع الخبراء إعطاء توقعات واضحة لعام 2021 إلا أن هناك شبه إجماع أنه لن يكون عاماً هادئاً مع تصاعد احتمالات لدرجة ظهور تعبير الحرب العالمية الثالثة مع الصعود الصيني، وتصدع كيانات كبرى شكلت نماذج للاندماجات الدولية، وحدوث موجة جديدة من الثورات في المنطقة العربية، وصراعات موارد تتعلق بالمياه والغاز، وظهور نمط لا عقلاني في إدارة العلاقات الدولية يعتمد على الابتزاز..
لقد أدى الانتشار السريع لفايروس كورونا لهوس وما تسبب فيه من فزع وانهيار للأنظمة الصحية لدول متقدمة في وقت قياسى إلى تشكل «العاصفة الكاملة» التي تمثل أهم ملامح العام المنقضي. فقد تلاقت كل المشكلات التي كانت متوقعة الحدوث من قبل مع تأثيرات فايروس كورونا لما بدا وكأنه «موت أسود» قادم، لتدفع نحو إغلاق العالم، ثم بدأت سلسلة من الوقائع التالية في الحدوث تباعاً حرائق، سيول، اغتيالات، اضطرابات، انفجارات، لتقدم المؤثرات الصوتية والمرئية التي اكتملت بها صورة تراجيديا أدخلت عام 2020 إلى التاريخ، بدا وكأنه كابوس لا يدرك من يعيشه إذا كان واقعاً أم خيالاً، وكأن هناك كائناً خرافياً يتلاعب بالأزرار ويفجر مشكلة كل أسبوع، حتى دعا البعض بالتوقف عن تقديم أفكار جديدة لعام 2020 خوفاً من أن تقع.
إن ما جرى عام 2020 لا يتكرر كل عام أو كل عقد لكن عدة مرات كل قرن ويؤدي إلى تغيرات محورية مثل ثورة فرنسا وغرق تيتانك، فنحن في حالة لن يتكرر كثيراً اسمها والدرس هو أن التاريخ يمكن أن يعود أو يتكرر بأشكال أخرى. ومن الدروس المستفادة أن عام 2020 هو نقطة تحول، فعلى الرغم من أن البعض يحلم بأن تعود الحياة لما كانت عليه مع انحسار الوباء، هناك توافق أن العالم لن يعود لما كان عليه. وأن على الجميع أن يعيدوا الاعتبار لمصطلح التعايش والتكيف فالعالم أصبح مقعداً لدرجة لم يكن من الممكن معها إدراك مدى تأثير شيء خاطئ واحد عليه، فمجرد فايروس لا يرى بالعين يمكن أن يعيده إلى العصور البدائية، فعلى الرغم من كل محاور التقدم في مجال الطب، لم يتم التمكن بسرعة من إنقاذ العالم، بإنتاج سريع لمصل أو لقاح، وترك فراغ زمني لسيطرة أفكار خرافية وتآمرية، أيضاً، طرحت أسئلة داخل المجتمعات، سيمثل التعامل معها مشكلة، حتى بعد التوصل إلى علاج. يمكن أن يحدث ويوقف الزمن أو يعيد العالم إلى الوراء في شكل توقف كامل لمعالم الحضارة.
إن العالم اليوم محتاج لصفقة سياسية عالمية للسلم والأمن الجماعي.. وصيغة توافقية لإنقاذ الكون.. إن عام الجوائح ولّى.. إنها فقط رقصة الذبيح الأخيرة..
ميركل تطوي صفحاتها .. تترجّل..
مع نهاية عام 2020، تترجل المستشارة ميركل من منصبها بعد عقود شائكة تعاملت طوال فترة تقلدها زمام الحكم في ألمانيا مع أزمات تراكمية منها الأزمة المالية في عام 2008 وأزمة الديون اليونانية في العام التالي وأزمة المهاجرين قبل خمسة أعوام وأزمة كوفيد 19.. ميركل الفيزيائية كانت إدارتها للجائحة موجهة بالمشورة العلمية وقد حظيت بإشادة لسيطرتها على الموجة الأولى، لكن ذلك تحول إلى انتقاد وسط إحساس بفشلها في التعامل مع الموجة الثانية. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إن عام 2020 كان الأصعب على الإطلاق خلال قيادتها ألمانياعلى مدى 15 عاماً بسبب فايروس كورونا، ونددت بالاحتجاجات المعارضة لإغلاق المؤسسات وإجراءات العزل العام. في آخر كلمة تلقيها إلى الشعب بمناسبة حلول عام جديد، قالت المستشارة الألمانية إن عام 2020 كان الأصعب على الإطلاق خلال قيادتها ألمانيا على مدى 15 عاماً، لكن بدء التطعيم للوقاية من مرض كوفيد-19 جعل عام 2021 يبشر بالأمل. ميركل ذات الابتسامة الحنونة، والمواقف الإنسانية المؤثرة، والقرارات السياسية الحكيمة، غادرت فخورة بما صنعت طيلة 18 سنة، من خدمة لبلادها، مروراً بعدم افتعال أي حروب، أو المشاركة فيها، إلى فتح حدودها لاستقبال اللاجئين من كافة أنحاء العالم.
وبقراءة فاحصة للعقود الماضية كانت هناك أحداث فاصلة مثل سقوط انهيار السوفيتى 1991 أو أحداث 11 سبتمبر 2001 أو غزو الكويت، والعراق، إلا أن عام 2020 كان مختلفاً بامتياز؛ إذ وصلت تأثيراته ونيرانه وحجارته ليس فقط لكل دولة فحسب ولكن في بيت حول العالم بدون مبالغة، وأدى ذلك لحدوث تحولات عميقة كونية أثارت إحساساً وفق مقولة «نهاية العالم» مثل الحروب أو الثورات أو الانهيارات الاقتصادية والزلازل والكوارت الكونية. ومن المؤكد أن عام 2020 كان كارثياً فعلاً وفَتحَ الصناديق السوداوية والإحباط وأغلق أبواب التفاؤل نتيجة الإغلاق والقيود -التي فُرِضت لكبح انتشارالفايروس، الذي أدى إلى إنهاك المجتمعات وحدوث تأثير هائل على النمو الاقتصادي كون الجائحة أحدثت أزمة عالمية ليس لها مثيل -علاوةً على خسائر بشرية هائلة- أفضت إلى أشد ركودٍ شهده العالم فضلاً عن حدوث انكماش للاقتصاد العالمي.. ليدفع بملايين من الناس في هوة الفقر المدقع. في مثل هذا الوقت من العام الماضي لم تكن تعبيرات مثل «الإغلاقات العامة» و«إلزامية ارتداء الكمامة» والتباعد الاجتماعي معروفةً للعالم. لكنها اليوم أصبحت جزءاً من لغة الحياة اليومية. ولم يستطع الخبراء إعطاء توقعات واضحة لعام 2021 إلا أن هناك شبه إجماع أنه لن يكون عاماً هادئاً مع تصاعد احتمالات لدرجة ظهور تعبير الحرب العالمية الثالثة مع الصعود الصيني، وتصدع كيانات كبرى شكلت نماذج للاندماجات الدولية، وحدوث موجة جديدة من الثورات في المنطقة العربية، وصراعات موارد تتعلق بالمياه والغاز، وظهور نمط لا عقلاني في إدارة العلاقات الدولية يعتمد على الابتزاز..
لقد أدى الانتشار السريع لفايروس كورونا لهوس وما تسبب فيه من فزع وانهيار للأنظمة الصحية لدول متقدمة في وقت قياسى إلى تشكل «العاصفة الكاملة» التي تمثل أهم ملامح العام المنقضي. فقد تلاقت كل المشكلات التي كانت متوقعة الحدوث من قبل مع تأثيرات فايروس كورونا لما بدا وكأنه «موت أسود» قادم، لتدفع نحو إغلاق العالم، ثم بدأت سلسلة من الوقائع التالية في الحدوث تباعاً حرائق، سيول، اغتيالات، اضطرابات، انفجارات، لتقدم المؤثرات الصوتية والمرئية التي اكتملت بها صورة تراجيديا أدخلت عام 2020 إلى التاريخ، بدا وكأنه كابوس لا يدرك من يعيشه إذا كان واقعاً أم خيالاً، وكأن هناك كائناً خرافياً يتلاعب بالأزرار ويفجر مشكلة كل أسبوع، حتى دعا البعض بالتوقف عن تقديم أفكار جديدة لعام 2020 خوفاً من أن تقع.
إن ما جرى عام 2020 لا يتكرر كل عام أو كل عقد لكن عدة مرات كل قرن ويؤدي إلى تغيرات محورية مثل ثورة فرنسا وغرق تيتانك، فنحن في حالة لن يتكرر كثيراً اسمها والدرس هو أن التاريخ يمكن أن يعود أو يتكرر بأشكال أخرى. ومن الدروس المستفادة أن عام 2020 هو نقطة تحول، فعلى الرغم من أن البعض يحلم بأن تعود الحياة لما كانت عليه مع انحسار الوباء، هناك توافق أن العالم لن يعود لما كان عليه. وأن على الجميع أن يعيدوا الاعتبار لمصطلح التعايش والتكيف فالعالم أصبح مقعداً لدرجة لم يكن من الممكن معها إدراك مدى تأثير شيء خاطئ واحد عليه، فمجرد فايروس لا يرى بالعين يمكن أن يعيده إلى العصور البدائية، فعلى الرغم من كل محاور التقدم في مجال الطب، لم يتم التمكن بسرعة من إنقاذ العالم، بإنتاج سريع لمصل أو لقاح، وترك فراغ زمني لسيطرة أفكار خرافية وتآمرية، أيضاً، طرحت أسئلة داخل المجتمعات، سيمثل التعامل معها مشكلة، حتى بعد التوصل إلى علاج. يمكن أن يحدث ويوقف الزمن أو يعيد العالم إلى الوراء في شكل توقف كامل لمعالم الحضارة.
إن العالم اليوم محتاج لصفقة سياسية عالمية للسلم والأمن الجماعي.. وصيغة توافقية لإنقاذ الكون.. إن عام الجوائح ولّى.. إنها فقط رقصة الذبيح الأخيرة..
ميركل تطوي صفحاتها .. تترجّل..
مع نهاية عام 2020، تترجل المستشارة ميركل من منصبها بعد عقود شائكة تعاملت طوال فترة تقلدها زمام الحكم في ألمانيا مع أزمات تراكمية منها الأزمة المالية في عام 2008 وأزمة الديون اليونانية في العام التالي وأزمة المهاجرين قبل خمسة أعوام وأزمة كوفيد 19.. ميركل الفيزيائية كانت إدارتها للجائحة موجهة بالمشورة العلمية وقد حظيت بإشادة لسيطرتها على الموجة الأولى، لكن ذلك تحول إلى انتقاد وسط إحساس بفشلها في التعامل مع الموجة الثانية. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إن عام 2020 كان الأصعب على الإطلاق خلال قيادتها ألمانياعلى مدى 15 عاماً بسبب فايروس كورونا، ونددت بالاحتجاجات المعارضة لإغلاق المؤسسات وإجراءات العزل العام. في آخر كلمة تلقيها إلى الشعب بمناسبة حلول عام جديد، قالت المستشارة الألمانية إن عام 2020 كان الأصعب على الإطلاق خلال قيادتها ألمانيا على مدى 15 عاماً، لكن بدء التطعيم للوقاية من مرض كوفيد-19 جعل عام 2021 يبشر بالأمل. ميركل ذات الابتسامة الحنونة، والمواقف الإنسانية المؤثرة، والقرارات السياسية الحكيمة، غادرت فخورة بما صنعت طيلة 18 سنة، من خدمة لبلادها، مروراً بعدم افتعال أي حروب، أو المشاركة فيها، إلى فتح حدودها لاستقبال اللاجئين من كافة أنحاء العالم.