-A +A
«عكاظ» (واشنطن) okaz_online@
تعيش العاصمة الأمريكية واشنطن على وقع استعدادات أمنية غير مسبوقة، قبل تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن، فيما لا يزال الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب، يعتبر أن هناك تزويرا في انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر الماضي. ووصفت «واشنطن بوست» العملية الأمنية الواسعة في واشنطن بـ«الحرب»، وسط تساؤلات عما إذا كان الوضع الحالي شبيها فعلا بالحرب، نظرا إلى حدة الانقسام في البلاد، وتزايد مخاطر اندلاع العنف يوم التنصيب غداً (الأربعاء).

وتجري الاستعدادات بتأهب عال وسط تخوفات من تشكيك ترمب في الانتخابات، فضلا عن قيام أنصاره باقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير الجاري، لأجل إرباك التصديق على نتائج الانتخابات التي رجحت كفة بايدن. وانتشرت، مؤخرا، صور لعناصر من الحرس الوطني الأمريكي وهم في أهبة الاستعداد، كما لو أن حربا تُدق طبولها في البلاد.


لكن تشبيه الأمر بالحرب لا يحظى بتأييد بعض العارفين بالاضطرابات العسكرية، لأن الأمر لم يصل إلى هذا الحد، حتى وإن كانت أحداث الكونغرس قد أسفرت عن وقوع خمسة قتلى.

ويرى منتقدو هذه المقارنة أن الحديث عن ظروف حرب ينطوي على الكثير من التضليل، كما أنه يصور واقع الحروب بشكل يجعلها «تافهة» في نظر الناس، إذ تقول المستشارة السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ياسمين الجمل، إن هذه المقارنة تستهين بالأشخاص الذين شهدوا الحروب بالفعل، أو رأوا الدبابات تسير في الشوارع مع جنود أجانب يصلون إلى أراضيهم، وهم أشخاص مناوئون في نظرهم.

وأضافت «هذه هي منطقة النزاع، وهذه هي منطقة الحرب»، مؤكدة أن عقد المقارنات بهذا الشكل، بدل وضع الأمور في سياقها الأمريكي، من شأنه أن يلحق أذى كبيرا بالمواطنين الأمريكيين، كما يقدم صورة مضللة لمن يتابعون الوضع الأمريكي من مختلف دول العالم.

فيما يرى الأستاذ المساعد والمختص في دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، فيصل إيتاني، أن الوضع الأمريكي مختلف عن مناطق التوتر في الشرق الأوسط، موضحاً أن الأمريكيين ينظرون إلى بلدهم بطريقتين، فإما أنهم يتصورونها مثالية ومتفردة، وتخضع لقوانين مختلفة عن باقي الدول، أو النظر إلى الولايات المتحدة كبلد له عيوب وربما يشبه وضعه ما يحصل في العاصمة العراقية بغداد.