حوثيون يلقنون أطفال المدارس الطائفية والأفكار المتطرفة
حوثيون يلقنون أطفال المدارس الطائفية والأفكار المتطرفة
مدارس دمرتها المليشيا
مدارس دمرتها المليشيا
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
أكدت منظمة سام للحقوق والحريات، أن العملية التعليمية في اليمن تشهد عجزاً وتراجعاً مستمرين بسبب الحرب وتصاعد حالة الاستقطاب السياسي والطائفي، مطالبة في ورقة بمناسبة اليوم العالمي للتعليم اليوم (الأحد)، بضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه اليمنيين ومنح الأطفال الفرصة الكاملة في الحصول على حقهم من التعليم بعيداً على النزاعات الداخلية وخطابات الكراهية والتفرقة العنصرية.

وقالت المنظمة إن العملية التعليمة التي تشمل المؤسسات التعليمية، والطلبة والمعلمين في اليمن أضحت في حدها الأدنى في العديد من المناطق، ومنعدمة في مناطق أخرى، حيث يعاني مئات الطلاب من صعوبة في تلقي دروسهم التعليمية، مبينة أنها رصدت أرقاماً مقلقة خلال السنوات الماضية حول الانتهاكات التي طالت العملية التعليمة في اليمن خصوصاً المناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي الإرهابية.


وأفادت بأنها سُجلت أكثر من 950 حالة انتهاك تتمثل في فرض جبايات مالية على الطلاب، ومداهمة واقتحام مدرسة، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى نهب المدارس وإغلاقها وتغيير أسماء المدارس بأسماء رموز طائفية لجماعة الحوثي الإرهابية، ولفتت إلى أن الحرب قضت على عدد كبير من مقومات البنية الأساسية للتعليم.

واتهمت «سام» مليشيا الحوثي بتسيس التعليم وصبغ المناهج والبرامج التعليمية بصبغه عقائدية طائفية مما يشكل تهديداً لبراءة الطفولة قائلة:«مثلت خطورة كبيرة على التقارب الاجتماعي في اليمن بسبب الأفكار المذهبية المنشورة في مناهج تلك الجماعة، والتي تسعى إلى تمجيد فكر الجماعة والتعبئة للقتال وإلغاء الآخر».

وقالت المنظمة الحقوقية إنها رصدت تعميم الشعارات السياسية لجماعة الحوثي على المدارس، وتلقين الطلاب أناشيد خاصة بالجماعة إضافة إلى إقامة نشاطات ومناسبات طائفية ذات توجهات عقائدية خلافية، والتي تساهم في التأثير على الطلاب وجذبهم إلى ساحات القتال، كما رصدت نزول اللجان المسؤولة عن زيارة المدارس، خصوصاً الحكومية، لإلقاء محاضرات ذات مضامين دعائية طائفية للجماعة والترويج لانتصاراتها العسكرية، إلى جانب مهاجمة خصومها.

وأضافت:«النقطة الأخطر في هذا المجال هم موالو جماعة الحوثي الذين يقومون بأنشطة داخل المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، للتأثير على زملائهم، وترغيبهم في أفكارها المتطرفة، أو في الالتحاق بجبهات القتال»، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الطلاب الذين التحقوا بالمراكز الصيفية أو بجبهات القتال الحوثية، وقعوا ضحية لزملائهم الذين تلقوا دورات خاصة حول طرق ووسائل الاستقطاب، وتم تزويدهم بمواد سمعية وبصرية مناسبة لأعمار المستهدفين.

وأكدت المنظمة أن التدخل الأحادي بالمناهج الدراسية من قبل الحوثيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها وفرض برامج متطرفة تساهم في تشبع الطفل بأيدلوجية قتالية إرهابية، وتجعله سهل الانقياد، والتحول إلى وقود لهذه الحرب، حيث بلغت الانتهاكات الخاصة باقتحام المدارس خاصة في أمانة العاصمة وذمار وعمران وحجة أكثر من 300 حادثة اقتحام إضافة إلى إقامة فعاليات طائفية في كثير من الأحيان دون الحصول على إذن أو موافقة إدارات المدارس التي أصبحت تخشى سطوة المشرفين الحوثيين.

وبحسب تقرير اليونيسف حول التعليم في اليمن فإن أكثر من 2500 مدرسة لا تعمل في اليمن، إذ دمر ثلثاها بسبب العنف، فيما أغلقت 27% من المؤسسات التعليمية كما وتستخدم 7% في أغراض عسكرية أو أماكن إيواء للنازحين.