-A +A
محمد فكري (جدة) okaz_online@
يُمنِّي نظام «ولاية الفقيه» النفس بأن رفع العقوبات بات قاب قوسين أو أدنى وأن العودة للاتفاق النووي الذي انتهكه عشرات المرات أصبحت مسألة وقت ليس أكثر، ورغم تأكيد واشنطن بأنها لن ترفع العقوبات عن طهران قبل العودة مسبقاً لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، سارعت حكومة الملالي أمس (السبت) إلى الإعلان عن تفاؤلها، وزعم المتحدث باسمها المدعو علي ربيعي قائلا «بكل ثقة رفع العقوبات بات وشيكاً». ووصف مراقبون المزاعم الإيرانية بأنها «أضغاث أحلام» يكذبها الواقع على الأرض، مؤكدين أن الاتفاق الجديد الذي تسعى إليه إدارة جو بايدن سيكون قاصما لظهر الملالي. وادعى الناطق الإيراني أنه على الرغم من الشد والجذب الدبلوماسي، فهذه مقدمة طبيعية لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها، بما في ذلك رفع جميع العقوبات، وستكون في المستقبل القريب.

هذا التوجه يتناقض مع التصعيد والمزايدات التي تلوكها وسائل إعلام قريبة من المرشد علي خامنئي، الذي أكد سابقاً أنه لا عودة عن الخروقات الإيرانية الأخيرة، إلا برفع العقوبات الأمريكية أولا، وهو ما لن تقبل به واشنطن بكل تأكيد. إن أحلام الملالي في رفع العقوبات وعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي دونما تقديم تنازلات ضخمة، سوف تتحول إلى كابوس مرعب سيقض مضاجع قادة النظام الإيراني قريبا، فالتصريحات الواردة من طهران تبدو وكأن الاتفاق الجديد أصبح جاهزا بانتظار التوقيع وهو ما ليس صحيحا على الإطلاق، إذ إن فريق الرئيس الأمريكي الجديد لا يزال في مرحلة البحث والدراسة عن تفاصيل «الصفقة النووية» الجديدة ومضامينها من الصواريخ الباليستية ووقف التدخلات الإيرانية في دول المنطقة، ولجم الإرهاب وغيرها من القضايا والملفات الشائكة، التي ستقصم ظهر ملالي قم، وتشل يد إيران ومليشياتها ووكلائها في المنطقة، فضلا عن التصدي لتصرفات إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، بحسب ما شدد بايدن في خطابه الأخير أمس الأول.