-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@
بالنسبة إلى المملكة، فإن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي انتهت في السابع من سبتمبر عام 2020، إذ قضت المحكمة الجزائية في الرياض بالسجن لثمانية أشخاص بفترات تتراوح بين سبع وعشرين سنة، هنا انتهت كل مسلسلات الابتزاز الدولي لقضية مقتل جمال.قبل ذلك، تقدمت المملكة بكل شجاعة وكشفت عن مرتكبي الجريمة وأكدت أنهم مجموعة خارجة عن القانون ارتكبت جريمة بشعة مدانة بحق مواطن سعودي، أما عائلة جمال فكانت على مستوى كبير من التسامح في تخفيف العقوبات ضد الجناة.. إنها حادثة سعودية جرت بين سعوديين وعلى أرض تعتبر سعودية ومحاكم سعودية وفق قوانين المملكة.. هنا ينتهي كل شيء في الحالة الطبيعية. تمخض الجبل فولد فأراً؛ هذا باختصار قصة تقرير الـ«CIA»، الذي بني على أساس ظني لا قيمة له ولا مدلول إدانة من الناحية المهنية القانونية، ظهر التقرير بهذه الصيغة المريضة؛ إذ يعكس انعدام الأدلة ضد السعودية في جريمة مقتل خاشقحي التي اتخذت السعودية أقسى العقوبات ضد مرتكبي الجريمة. لكن الأمر أبعد من قضية خاشقجي وأبعد من تقرير وما هذا إلا عباءة مكشوفة تدرك السعودية أبعادها وما وراءها!؟ تبدأ القصة من جبل طويق الشهير في السعودية، هذا الجبل الذي حدد مسار السعودية وهمتها ومشروعها الصلب في بناء دولة قوية راسخة على قاعدة الشعب والقيادة.خطاب «جبل طويق» لولي العهد هو الأساس في كل ما يدور حول السعودية، هو مسار الجبال الشاهقة ورغبة السعودية في صناعة المستحيل بالاعتماد على ميزاتها الجيوسياسية (الأرض - المنجز - الشعب)، من هنا أشغلت المملكة العالم خلال الأعوام الأربعة الماضية، وفي كل مرة يثبت إرادة الشعب السعودي من صلب جبل طويق.. فكل سعودي هو مثال على همة جبل طويق أما القيادة السعودية الفاعلة وليست المنفعلة، لن تقبل المساس بسيادتها -جهاراً نهاراً- ترفض أية إساءة دون تردد.. فالمسيرة ماضية والسعودية تجاوزت ما هو أكبر.مرت الكثير من العواصف السياسية على المملكة، وتجاوزتها المملكة بهدوء.. أما التقرير المريض الذي خرج من رحم الاستنتاج والظنون، فهو ليس أكثر من بالونة تسقط برأس إبرة، لكن العلاقات الأمريكية السعودية القائمة على أساس التاريخ والمصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية المشتركة، لن تتأثر بمثل هذه التقارير، ويمكن اعتبارها مصارحة بكل ما بقي من رواسب خلال الفترة الماضية.. لكن على الأكيد سيكون المسار الأمريكي السعودي على السكة الصحيحة.. فالظنون لا تصنع سياسة ولا تحالفات.. ويبقى طويق فلسفة سعودية ماضية مهما تراكمت تقارير الظن.