تكرس ماليزيا مبدأ الوسطية والاعتدال لمكافحة التطرف والتشدد الذي يسيء للإسلام وسماحته، فيما تؤمن السعودية ان الإسلام دين الاعتدال والوسطية، ويرفض الإرهاب بجميع أشكاله.. موقف سعودي ماليزي يعزز من تصحيح المفاهيم المغرضة العالمية الخاطئة حول الإسلام وربطه بالإرهاب والتطرف، ويكافح الخطابات العدائية والإسلاموفوبيا وينأى بنفسه عن الإسلام السياسي..لقد عززت السعودية منهج الوسطية الذي يحميها ويحقق أمنها؛ كون الاعتدال والتسامح وفهم ثقافة الآخر وسيلة مهمة في مواجهة كل ألوان التطرف والإرهاب وهي ماضية بمسيرتها نحو نشر التسامح والتعايش محليا وعالميا بخطى ثابتة وبعمل مؤسسي مستدام لا يتأثر بموقف سياسي أو مصلحة اقتصادية أو أي طارئ كان، ولعل أسمى درجات التسامح والتعايش ظهرت جلية في جائحة كوفيد-19 الذي تعاملت معه القيادة السعودية من منطلق الإنسان أولا بغض النظر عن الدين والجنسية واللون والمذهب، وتمتع الجميع بحق الحياة والحماية على أرض المملكة دون تمييز. من جهتها، عُرفت ماليزيا أنها دولة الاعتدال منذ عقود؛ إذ رفضت خطاب العنصرية والكراهية أيّا كان مصدره وذريعته ونجحت ماليزيا المتسامحة الداعمة لقضايا الأمة الإسلامية، الرافضة للإرهاب في دحر المنهج الظلامي والطائفي. كما نجح عقلاء ماليزيا في المنهج الوسطي والابتعاد عن الذين حاولوا تدميرها حيث تنبه واستشعر صناع القرار وحكماء ماليزيا إلى ضرورة تمسك ماليزيا بالوسطية والتماهي مع القانون والشفافية والقواعد الديمقراطية التي تحكمها الأسس البرلمانية، ونجح رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين، في تدشين حقبة جديدة في المسار الماليزي الديموقراطي رغم التحديات والعقبات التي واجهته وعودة ماليزيا إلى الحضن الإسلامي؛ محيي الدين القادم من ولاية جوهور الجنوبية نجح في ترتيب أوضاع البيت الماليزي من الداخل ومعالجة أخطاء الحكومة السابقة وإيجاد مسارات آمنة للشعب الماليزي، بوضع الاقتصاد كمحور أساسي لعودة ماليزيا لمكانتها الطبيعية. إن التسامح بالنسبة للسعودية -حكومة وشعبا- هو واجب ديني وإنساني وقوة ناعمة للتعايش مع الآخر.. ماليزيا تعود للمشهد من جديد كمركز للتسامح والاعتدال والوسطية. وحكومة محيي الدين ياسين رسمت خطوط السياسة الماليزية المبنية على الأسس العريقة لدولة التسامح وعدم الإقصاء والعمل لرفاهية الشعب وتوحيد جهود الأمة الإسلامية.. وعندما يزور رئيس الوزراء الماليزي المملكة فإنه يكرس حرص كوالالمبور على الحفاظ على علاقة استراتيجية مع الرياض وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الإسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي وتوحيد جهود الأمة الإسلامية ووحدة شملها.. وها هي ماليزيا.. المتسامحة تصافح السعودية المعتدلة لينطلق التعاون بينهما ليس في الجانب الثنائي فحسب بل لتعظيم التعاون بين الدول الإسلامية ورأب الصدع وتعزيز العمل الإسلامي المشترك. المملكة الدولة الرائدة في المحيط الإسلامي وماليزيا الدولة العضو في منظمة التعاون الإسلامي وآسيان ستعملان كل ما بوسعهما لإحلال الأمن والسلام في المحيط الإسلامي العالمي ومنع أي تدخل في الشؤون الداخلية ومواجهة قوى التطرف والإرهاب.