-A +A
رياض منصور (عمان) riyadmansour@
عندما زرعت إيران «حزب الله» اللبناني في المنطقة، كانت تدرك أنه سيكون الأداة القذرة لخطتها الشيطانية في إثارة الفوضى ونشر الإرهاب والقتل لتحقيق أجندتها.

لقد تمكنت مليشيا الحزب الإرهابي خلال السنوات الطويلة الماضية من بسط سيطرتها على لبنان بدعم إيراني، ولعبت دورا مشبوها وحاولت نقل هذه الأدوار إلى المنطقة العربية، فبات يختلق الحروب مع إسرائيل لضمان تأييد الرأي العام العربي وتحريضه على أنظمته تحت عناوين القضية الفلسطينية، وكاد أن ينجح لولا اندلاع الأزمة في سورية التي كشفت حقيقة أجندة الحزب الإرهابية، الذي يسعى لتمهيد الطريق أمام طهران لدخول المنطقة العربية.


صمت البعض على اختطاف دويلة الحزب للدولة اللبنانية وما يمكن أن يشكل من خطر على منظومة الأمن القومي، فأدركت المملكة مبكرا خطر هذا المشروع فتحركت لإبعاد شبحه عن لبنان فقدمت له كل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري حتى لا تبقى الدولة فريسة بيد هذا الحزب، غير أن تغلغل إيران وبسط سيطرتها من خلال البلطجة المسلحة التي يمارسها حزب الله ضد السياسيين أبقى عملية الاختطاف للدولة اللبنانية.

لبنان الذي يأخذه حزب الله رهينة يدرك أن المملكة وحدها هي التي تريد تخليصه من البراثن الإيرانية، خصوصا ونحن نرى ما فعلته آلة الملالي في العراق وسورية واليمن، فسارع هذا الحزب الإرهابي لنقل تجربته إلى اليمن باعتبارها خاصرة المملكة، فتحرك منذ بداية الأزمة اليمنية بدعم إيراني مطلق وأشرف على معارك العصابات الحوثية في اليمن.

ولعل الحديث عن الإرهاب في اليمن والعراق وسورية ولبنان يعيد إلى الذاكرة ما قالته المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي أكدت أن عمل جميع أجهزة الاستخبارات العالمية يؤكد أنه «لا توجد جماعة إرهابية في الشرق الأوسط ليس لإيران بصمات عليها»، متهمة طهران بأنها تعمل على إشعال الحرائق في المنطقة.

إن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إيران عبر ذيولها في المنطقة واسعة النطاق ورفعت وتيرة الإرهاب بعد أن تحركت المملكة لحماية المنطقة من الخطر فوقفت في وجه الحوثي لحماية الخاصرة العربية والإسلامية والخليجية من خطر ولاية الفقيه، إذ أرادت طهران أن تكون البوابة التي تدخل بها إلى منطقة الخليج العربي، غير أن هبة السعودية لإجهاض المشروع الإيراني منعت هذا الاختراق.