سياسات إيران التوسعية وتحركاتها العدائية لا تنشر الفوضى وتغذي الصراعات فحسب، بل تهدد وحدة دول المنطقة وتماسكها بتدخلات سافرة في اتجاهات عدة، عن طريق أذرعها العسكرية بما يخدم أجنداتها التخريبية. الباحث في الشؤون الإيرانية أسامة الهتيمى، أكد أن النظام الإيراني المتهم الأول في إثارة القلاقل داخل المنطقة بداية من اليمن مروراً بالعراق وسورية ولبنان ووصولاً إلى دوره في تعميق الانقسامات الفلسطينية. وحذّر من أن هذا النظام يلعب دوراً خطيراً في تأجيج الفتن داخل الدول العربية، كما أنه الداعم الأول للفتن المذهبية بالمنطقة بتقديم الدعم العسكري والمالي للمليشيات التابعة له لاستغلال الانقسامات والتوترات، وتوظيف التطرف والإرهاب لضرب استقرار المنطقة.ولفت إلى أن هناك 3 أذرع إيرانية تستخدمها في المنطقة، الأول فيلق القدس المسؤول عن التخطيط لحروب العصابات، والثاني جهاز المخابرات الذي يلعب دوراً في جمع المعلومات، والأخير مليشيا «حزب الله» اللبناني. وأضاف الهتيمى لـ «عكاظ» أن إيران لا يمكنها القيام بأي دور عسكري في المنطقة لتواضع إمكاناتها العسكرية، إلا أنها تسعى لتحقيق أهدافها الخبيثة من خلال المليشيات التي تخوض حروباً نيابة عنها، فالمليشيا وسيلتها لبسط النفوذ ومد أذرعها خارج حدودها، مثل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن. واعتبر أن أحداث ما سمي بـ «الربيع العربي» شكلت بيئة خصبة لإيران في السعي لبناء توجهاتها الإستراتيجية القائمة على نشر الفوضى والخراب والتدمير، كما أنها استفادت من أحداث الفوضى وعدم الاستقرار السياسي التي شهدها عدد من دول المنطقة من خلال زيادة فاعليتها وأجندتها السياسية والثقافية والدينية. وقال إن طهران تسعى من وراء تدخلاتها في اليمن والعراق إلى الحصول على ورقة مساومة لتحقيق بعض المكاسب وتخفيف العقوبات المفروضة عليها.