أظهر إعلان مليشيا الحوثي رفض المقترحات التي قدمها المبعوث الامريكي إلى اليمن ليندر كينغ نتائج الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية الجديدة في رفع المليشيا من قائمة الإرهاب التي تسببت في تعقيد الوضع اليمني وضاعفت الأزمة وشجعت على نشر الفوضى.إن رفض المليشيا الحوار والسلام والرقابة الأممية والدولية على الموانئ والمطارات، كشف عن أن واشنطن لم تدرس أولاً خطورة هذه المليشيا وجرائمها ومن يقف وراءها وانعكاسات أي خطوة تقوم بها على العملية السياسية فسارعت لإلغاء التصنيف لكن الحوثي اعتبر هذا الإجراء ضوءا أخضر لتصعيد الإرهاب ضد المدنيين في عدد من المحافظات وذهب لارتكاب مجازر بحق النازحين في مأرب. وفي هذا السياق، قالت الباحثة المختصة في العلاقات الدولية الدكتورة وسام باسندوة: إن رفض المليشيا المقترحات الامريكية كان متوقعا بعدما أسقطتهم من القوائم الإرهابية، ولم تحل الأزمة الإنسانية الحاصلة منذ سنوات بل زادتها تفاقماً. وأضافت «لقد ساهمت الإجراءات الأمريكية الأخيرة في تفاقم الوضع الإنساني، إذ اعتبرته المليشيا ضوءا أخضر لاستهداف مأرب التي تحتضن أكثر من مليوني نازح وصعدت من عملياتها في الحديدة وتعز ضد المدنيين واستهدفت الأعيان المدنية في السعودية». ورأت باسندوة أن الإدارة الامريكية تجاهلت أهمية الضغط الذي كان يمكن أن يشكله التصنيف في تحقيق السلام الدائم والشامل والقبول بأي مبادرات من قبل المليشيا وتأديبها. وتساءلت: «اليوم وبعد كل هذه الجولات للمبعوث الامريكي.. ألم تستوعب الإدارة الجديدة نتائج تراجعها الكارثي عن تنصيف الحوثي على الشعب اليمني وقضيته العادلة؟»، مضيفة: يجب على الأمريكيين أن يفهموا أن الإرهابيين الحوثيين لا يعترفون بالحوار ولا يؤمنون بحق الآخرين في العيش والاستقرار والشراكة بل يمارسون العنصرية والإبادة لكل من يعارض سلوكهم المقيت وتمسكهم بالعنف والفوضى. واعتبرت أن الإدارة الأمريكية أفشلت مهمة مبعوثها قبل أن تبدأ حين قررت إلغاء تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، فلا يمكن للسلام أن يتم دون ضغوطات ولا يمكن لليمن أن يعود دون مواقف حازمة وشجاعة من المجتمع الدولي.من جهته، قال الإعلامي أكرم الفهد، إن الرفض الحوثي لمقترحات واشنطن كان متوقعاً فلقد رأت المليشيا أن التراجع الأمريكي عن تصنيفها اعتراف بالهزيمة ولذا ذهبت لتصعيد عملياتها الإرهابية في مأرب وتعز والحديدة واستهدفت الأعيان المدنية في السعودية.