تصر مليشيا الحوثي على رفض السلام والتمسك بالعنف والإرهاب واستهداف الأحياء والأعيان المدنية في السعودية واليمن، وتؤكد الجرائم المتواصلة وما يدور في صنعاء من عملية تصفية وابتزاز وجباية من المدنيين أن هذه العصابات ليس في أجندتها بوادر للسلام خصوصاً بعد رفض المقترحات الأمريكية الهادفة لوقف نزيف الدم رغم ما قدمته الإدارة الجديدة من إغراءات بدأت بإسقاط اسم الجماعة من قائمة الإرهاب. وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي فارس النجار، أن المبادرة الأمريكية لم تأت لإنقاذ الشعب اليمني الذي يواجه ظروفاً مأساوية بل جاءت لإنقاذ المليشيا التي تعيش حالة انكسار وهزائم متلاحقة. وقال إن رفض المليشيا يمثل ضربة قاسية لهؤلاء الذين سارعوا إلى إنقاذها عبر اتفاق ستوكهولم، واليوم يكررون المأساة في مأرب وتعز. وأضاف أن رفض المليشيا لهذه المبادرة كان متوقعاً لكن المثير للجدل هو اللقاءات السرية التي تعقد بين الأمريكيين والحوثيين والتي تبين طبيعة العلاقة بينهما واختلافها مع الشعارات التي ترددها المليشيا في مناطق سيطرتها وتخدع بها الموالين لها. وشدد على أنه يتعين على الأمريكيين أن يفهموا جيداً أن مصالحهم وتحالفاتهم لا يمكن أن تبنى مع «مافيا» تدار من طهران وإنما نجاح هذه التحالفات مرهون بعودة الدولة ومؤسساتها والتي يجب أن يدعموها بقوة وبكل الوسائل.بدوره، قال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة في البيضاء مصطفى البيضاني، إن الوضع الميداني يؤكد أن المليشيا الحوثية ليس لديها أي توجه للوصول إلى السلام الدائم والشامل بل تحضر لحرب إذ تجري عمليات تجنيد إجبارية ودفع أموال وجبايات، مؤكداً أن رفض المليشيا للمقترحات الأمريكية يبين أن هذه العصابات ستظل راعية للإرهاب. وأوضح أن الأمريكيين تجاهلوا خطورة الحوثيين حين رفعوهم من قائمة الإرهاب ولم يستوعبوا ما يمارسونه على الأرض من جرائم ضد المدنيين وتفخيخ لعقول الأطفال الذين سيتحولون في المستقبل القريب إلى إرهابيين جدد لكنهم اليوم يتجرعون مخرجات تلك الأفعال من الفشل الذريع في مهمة مبعوثهم.