فجر رئيس حزب الشعب الباكستاني أصف زرداري عضو الائتلاف المعارض، قنبلة غير متوقعة في الاجتماع الطارئ الذي عقده أعضاء ائتلاف المعارضة أمس الثلاثاء في إسلام آباد؛ لوضع استراتيجية الحراك القادم لتنحية عمران خان من منصبه؛ عندما رفض فكرة تقديم الاستقالات الجماعية في البرلمان للائتلاف المعارض، قائلا خلال مشاركته افتراضيا «أعضاء حزب الشعب لن يقدم استقالاتهم من البرلمان، مطالبا نواز شريف العودة من لندن إلى الباكستان للمشاركة في المعركة ضد حكومة عمران ميدانيا، عوضا عن المكوث في لندن التي يقيم بها شريف للعلاج.. وجاء رد مريم نواز شريف نائبة رئيس حزب الرابطة الإسلامية سريعا على تصريحات زرداري قائلة: «إن والدي نواز شريف موجود في لندن للعلاج»، وتابعت موجهة خطابها لزرداري، «إن والدي معرض للقتل إذا رجع للباكستان.. فهل تضمن حمايته».. تصريحات زرداري المفاجئة في الاجتماع قوبلت بكثير من الاستغراب في أوساط المعارضة كون الائتلاف المعارض وافق على العديد من الاقتراحات التي قدمها حزب الشعب في السابق حول عدم تقديم الاستقالات من البرلمان وعدم مقاطعة انتخابات الشيوخ، حيث مضى الائتلاف وفق الخطة التي تم وضعها التي تتمحور في المشاركة في الانتخابات ثم تقديم الاستقالات الجماعية، إلا ان موقف حزب زرداي المعارض لتقديم الاستقالات، أدى لتأجيل المقرر عقده الاعتصام في قلب العاصمة إسلام آباد يوم ٢٦ مارس الحالي، بحسب ما أعلنه المولانا فضل الرحمن زعيم الائتلاف المعارض الذي قال في مؤتمر صحفي عقده أمس بعد انتهاء اجتماع المعارضة الذي استغرق خمس ساعات: إن تسعة من أعضاء الائتلاف وافقوا على تقديم استقالاتهم في البرلمان، ماعدا حزب رزداري، الذي طلب وقتاً للعودة الى اللجنة التنفيذية للحزب لاتخاذ القرار النهائي.ويؤكد المراقبون أنه في حال استمرار التباينات داخل الائتلاف المعارض؛ فإنه من المتوقع أن يتصدع الائتلاف كون حزب نواز ومولانا فضل الرحمن مصرين للمضي قدما لتنحية عمران موضحين أن قرار الائتلاف لتأجيل الاعتصام اتخذ حفاظا على تماسك الائتلاف وبانتظار قرار حزب زرداري حول تقديم الاستقالات. وكانت الساحة السياسية الباكستانية قد دخلت في ذروة معاركها بين حكومة عمران خان وائتلاف المعارضة، بعد فوز مرشح الحكومة بمنصبي رئيس مجلس الشيوخ ونائبه في الانتخابات وفشل مرشح حزب الشعب بفارق ٧ أصوات، ويعتقد الحزب أن حزب نواز لم يعطها لمرشح زرداري عنوة، مما أدى إلى طرح أسئلة كبيرة حول أن الأعضاء الـ7 في الائتلاف المعارض دعموا فعليا مرشح عمران رغم أن قيادات حزب شريف رفضت هذه الاتهامات، مؤكدة أن جميع أعضاء البرلمان صوتوا لمصلحة مرشح المعارضة.. ويبقى السؤال: هل يحدث الانشقاق داخل المعارضة ويمضي عمران بسلاسة في تسيير الحكومة رغم كل المصاعب السياسية والاقتصادية.. الإجابة ليس لدى ائتلاف المعارضة.. بل لدى مقر قيادة الجيش الباكستاني في روالبندي.. ننتظر لنرى.