سيبقى النظام الإيراني ليس فقط حجر عثرة، بل عائقا رئيسيا في إحلال السلام والامن في المنطقة، كونه مهندس الإرهاب في العالم وعرابه الدولي.. ففي بلاد الرافدين أهلك نظام خامنئي الحرث، وحوّل العراق بؤرة إرهاب طائفية وعرقية بدعمه مليشيا الحشد الشعبي.وفي لبنان عاث الملالي فسادا، وحوّل «حزب الله» بلاد الأرز، المتسامحة إلى مليشيا إرهابية مقيتة، وفي اليمن «حوّث» فيلق القدس الإرهابي البلد وجعله رهينة لمرتزقة انقلابيين.. وفي سورية حيث ممر الذكرى العاشرة للثورة ضد نظام بشار الأسد، حوّل نظام قم كسورية العربية لدولة صفوية فارسية. ويدعم فيلق القدس المنظمات التي تم تصنيفها عالميا بأنها منظمات إرهابية ويقدم لها كل أدوات الدعم من تدريب وتمويل وتخطيط، وقد شهد العالم الكثير من العمليات الإرهابية التي حملت بصمات نظام طهران بكل وضوح. ولم يكتف النظام الإيراني بتقديم الدعم والمشاركة الفعلية في إنشاء الكثير من المنظمات الإرهابية في دول عربية وغير عربية، كما في العراق واليمن ولبنان وسورية وأفغانستان، ولكنه تورط بقادته ومسؤوليه في عمليات خطف واغتيالات. وللأسف فإن سياسة المهادنة من قبل الإدارة الأمريكية شجعت النظام الإيراني على الاستكبار. وبالتزامن مع الذكرى العاشرة للانتفاضة السورية عام 2011، دخل النظام الايراني بقوة لتدمير سورية العربية وقاوم الجيل الجديد لإبقاء الثورة على قيد الحياة في الدولة الممزقة. لقد قتل أكثر من 388 ألفاً حصيلة 10 سنوات من الحرب الدامية التي شهدتها سورية، ولا تزال المأساة متواصلة. فإلى جانب القتلى حصدت الحرب آلاف الجرحى ومبتوري الأطراف، وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن آلاف المختفين قسرا والمخطوفين، الذين لا يزال أهاليهم ينتظرون أي خبر عنهم. بعد 10 سنوات من الحرب، وبدعم النظام الايراني استعاد نظام الأسد، السيطرة على معظم سورية بعد ان ارتكب المئات من المجازر وقتل الآلاف من الأبرياء بالبراميل المتفجرة. طوت سورية إذن في الخامس عشر من مارس عشر سنوات من انطلاق الثورة التي تحولت إلى بحر من الدم، بعد أن قرر النظامان الأسدي والإيراني مواجهة أصوات المحتجين بالنار والرصاص. والوضع في العراق لا يقل بشاعة عن سورية.. ولبنان ما زال مختطفا من حزب الله.. والحوثي المدعوم من نظام خامنئي ما زال يعربد في أرض اليمن العربية ويستفيد من إلغاء تصنيف الإدارة الأمريكية له منظمة إرهابية للقيام بقتل وتدمير الشعب اليمني وإطلاق الصواريخ والمسيّرات الايرانية على المناطق المدنية السعودية.. وليس هناك أي وسيلة التعامل مع النظام الإيراني الذي ينتهج أساليب متناقضة، فهو نظام ثوري مارق مخادع وخارج على القانون، فهذا النظام في إيران يقوم على إدارة وتسيير الأنشطة الإرهابية على المستوى العالمي، من خلال دعم مستمر للأنشطة الإرهابية عبر أجهزة الدولة الاستخباراتية وحرسها الجمهوري وعلى رأسه فيلق القدس، الذي يشكل الذراع المنفذة للعمليات الإرهابية المدعومة من النظام في عدد من الدول العربية.. إنها خطيئة خامنئي تمشي على الأرض.. ولا بديل عن الردع والمعاقبة.