بايدن
بايدن
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
جاءت ردود الأفعال على اتفاق «الربع قرن» بين الصين وإيران؛ الذي يتضمن استثمارات بنحو 400 مليار دولار؛ تشمل التعاون العسكري والنفطي والاقتصادي وتدريبات وتمارين عسكرية مشتركة، وتطويرا للأسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية؛ معلنة وأخرى سرية غير معلنة؛ حيث طالب الرئيس الأمريكي بايدن بضرورة استحداث مبادرة غربية أسماها «الطريق والحزام»، لمواجهة المبادرة الصينية.. فيما علقت صحيفة «نيويورك تايمز» قائلة «إن الاتفاق يعطي بكين تأثيرا عميقا في الشرق الأوسط ويعكس الطموح الصيني للعب دور أكبر في المنطقة التي ظلت انشغالا استراتيجيا لأمريكا».

من ناحيتها، حذرت الصحف الإسرائيلية من خطورة الاتفاق؛ حيث أبدت تل أبيب قلقها الكبير لاتفاق الشراكة الصينية الإيرانية لأسباب عدة؛ كونه سيقود إلى تدشين علاقات أمنية وعسكرية وثيقة بين طهران وبكين، ومن ضمن ذلك إجراء مناورات مشتركة، إلى جانب تقليص تأثير الكثير من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، عبر زيادة الاستثمارات الصينية، لا سيما في القطاع المصرفي، والاتصالات، والنقل، وخصوصاً تدشين المطارات وخطوط السكة الحديد، ناهيك عن أن الاتفاق يمنح إيران القدرة على تصريف نفطها، على اعتبار أنها ستقايض هذه الاستثمارات بتصديره إلى الصين، فضلا عن أن التعاون العسكري بين بكين وطهران سيعزز من قدرات الجيش الإيراني، من خلال فتح الباب أمام حصوله على معدات ومنظومات تسليح متطورة، سينعكس سلباً على إسرائيل.


من جانبها، أعربت مصادر غربية عن تخوفها الشديد من أن يفاقم الاتفاق من خطورة العمل بقرار مجلس الأمن الذي يحظر تزويد طهران بالسلاح الذي سينتهي في أكتوبر، ما يفتح المجال أمام إيران للتزود بمنظومات السلاح الصينية، لا سيما القاذفات والمروحيات والدبابات الى جانب تعزيز مكانة العملة الرقمية الصينية على حساب الدولار، وتحسين قدرة بكين على تجاوز تأثير النظام المصرفي الأمريكي، خصوصا أن الصين تراهن على دور الشراكة مع إيران في دفع مشروعها «الحزام والطريق» قدماً من خلال منحها الفرصة لتدشين بنى تحتية في أرجاء العالم لخدمة مشاريعها التجارية. وأضافت، أن الاتفاق يمكن أن يعزز النفوذ الصيني في منطقة الخليج على حساب النفوذ الأمريكي من خلال توظيف ورقة العلاقة مع إيران.

بالمقابل، فإن مصادر عربية قالت إنه طالما كان النظام الإيراني يفاخر باستقلاليته، ولكنه اليوم ظهر وجهه الحقيقي غير الطائفي المعروف بأنه باع سيادته، مؤكدة أن الصين تصيدت الفرصة.. ويبدو أن الصين رغبت في استباق أي انفراجة في الاتفاق النووي مزاحمة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بدل الاضطرار لمواجهتها في محيطها الجغرافي.. استكمال مشروع «الحزام والطريق».