الشعب الإيراني ينتفض ضد الملالي بعد توقيعه الاتفاقية مع الصين.
الشعب الإيراني ينتفض ضد الملالي بعد توقيعه الاتفاقية مع الصين.
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
انقلب السحر على الساحر.. ودفع نظام خامنئي الثمن كون أن الشعب الإيراني لم يرق له اتفاق «الربع قرن» بين الصين وإيران، الذي يتضمن استثمارات بنحو 400 مليار دولار في التعاون العسكري والنفطي والاقتصادي وتدريبات وتمارين عسكرية مشتركة، وتطوير الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية؛ حيث شعر الشعب الإيراني أن نظام خامنئي باع السيادة والأرض الإيرانية مقابل ٤٠٠ مليار دولار ؛ إذ اندلعت احتجاجات عارمة في العاصمة الإيرانية طهران أمام البرلمان الإيراني، قد تمتد الى كافة المدن الايرانية، ضد توقيع الشراكة الصينية الإيرانية التي تضمنت بنودا سرية تتعلق بتواجد الآلاف من الجنود الصينيين على الأراضي الإيرانية. وانتشرت مقاطع فيديو عديدة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عشرات المواطنين يطالبون بنشر محتوى الاتفاقية وهم يهتفون «إيران ليست للبيع». كما وجهت دعوات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على الاتفاقية في مختلف المحافظات الإيرانية، ووصفت احتجاجات طهران بأنها نقطة البداية لهذه الحركة الشعبية. إن الجدل الداخلي الإيراني حول اتفاق الربع قرن سيتحول إلى موضوع للصراع السياسي بين القوى السياسية الإيرانية، ومحاولة توظيفه في لعبة الانتخابات الرئاسية القادمة والسيطرة على مراكز القرار في السلطة، خصوصاً أن الاتفاق يأتي من خارج السياقات الطبيعية التي تفترض إشراك السلطة التشريعية في المحادثات التي أوصلت إلى الصياغة النهائية له، خصوصا ان الأمر الذي يعيد وضعه في دائرة التنافس الحقيقي في السباق الرئاسي على حساب الموقف السلبي للقوى المحافظة التي استبعدته من لائحة الأسماء المرشحة لتبنيها في الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن أن هذه الأطراف لن تصمت عن إمكان مواجهة التجربة نفسها التي رافقت الاتفاق النووي، واستبعاد البرلمان من مجريات المفاوضات ونصوص الاتفاق. على الجانب الآخر؛ وعلى الصعيد السياسي يجب التوقف كثيرا عند التغريدة التي نشرها سفير طهران لدى موسكو كاظم جلالي، تعليقاً على حادثة جنوح الناقلة في قناة السويس، التي تعد مؤشراً إلى التطورات التي يراهن عليها النظام الإيراني بعد التوقيع على الاتفاق الاستراتيجي الاقتصادي مع الصين؛ إذ اعتبر جلالي في تغريدته أن تعطل حركة التجارة بسبب الحادثة التي شهدتها قناة السويس يستدعي بزعمه «الإسراع أكثر من أي وقت مضى في إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر (شمال – جنوب) كبديل عن ممر قناة السويس». وهذا استنتاج يعكس تفكير نظام خامنئي الارهابي الذي يسعي لبيع اراضيه وسيادته من اجل المال للحفاظ على نظامه وزبانيته وتسمين مليشياته الطائفية واذكاء الحروب ونشر الفتن، ولا يمكن تجاهل البعد الجيوستراتيجي في تغريدات جلالي، والدور الفاعل الذي لعبه في تسهيل المفاوضات التي انتهت بالتوقيع على هذا الاتفاق الاستراتيجي مع الصين، وهو يعيد إلى الواجهة محاولات النظام الإيراني مع الحكومات العراقية المتوالية لتفعيل العمل في بناء وصلة سكك الحديد التي تربط بين مدينة المحمرة (خورمشهر) بمدينة البصرة العراقية بطول 37 كيلومتراً، وتسمح لطهران بربط خطوطها السككية التي تبدأ من الصين والهند وباكستان بالعراق وسورية وسواحل البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن الجهود التي تبذل أيضاً لربط ميناء جابهار الإيراني الذي تسهم الهند في أعمال تطويره وبنائه بخطوط برية وسككية مع ميناء غوادر الباكستاني الذي تقوم الصين بتشييده، وفق ما نشره موقع اندبندنت. ان نظام الملالي لا يهمه الا نفسه وهو أسير للإرادة الإيرانية الطائفية التي تعمل بكل قوة لتأجيج الصراع ونشر الفتن، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي مواجهة الأطماع الفارسية والأجندات المتطرفة. لقد انتفض الشعب الايراني على خامنئي واشتعلت المدن.. الشعب الايراني يرفض بيع السيادة.