استمرأ النظام الإيراني تجاهل تحذيرات الهيئات العلمية الدولية ومنظمة الطاقة الذرية حول كوارث محتملة قد تتعرض لها المفاعلات النووية الإيرانية؛ كون هذه التحذيرات تستند إلى الرقعة الجغرافية الإيرانية التي تعد من أكثر بقاع العالم تعرضا للزلازل، إلى جانب ضعف إجراءات السلامة في تلك المفاعلات، فضلا عن تغاضي المجتمع الدولي عن انتهاكات طهران لقرارات الشرعية في هذا الإطار.. وكون جميع المفاعلات النووية الإيرانية لا تلتزم بالمعايير الدولية والانضباط بمستلزمات السلامة الأمنية النووية؛ فإن هذه المفاعلات تعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر وتدمر المنطقة والعالم. يذكر أنه وبعد ساعات قليلة من إعلان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس عن وقوع حادثة في شبكة الكهرباء بمفاعل نطنز الإيراني غرد النائب في البرلمان الإيراني مالك شريعتي نياسر على حسابه في تويتر قائلا: «إن هناك شكوكا كبيرة حول التوغل والتخريب». هذه الحادثة ليست جديدة، ففي يوليو الماضي أقر مسؤول إيراني بحريق منشأة نطنز النووية الذي أحدث أضرارا جسيمة في المنشأة، ما قد يبطئ من صنع أجهزة طرد مركزي متطورة على المديين المتوسط والطويل في عمل وصفته طهران بالتخريبي، كما اعترف أن إيران ستعمل على إقامة مبنى آخر أكبر ومزود بمعدات أكثر تطورا بدلا من المبنى المتضرر. ولم يكن من الصدفة ما أعلنته صحيفة «نيويورك تايمز» أخيرا عن نشر صور للأقمار الصناعية، في عدد من المواقع المتخصصة في تعقب التغييرات الجارية على الأرض، حول وجود تغير ملحوظ في طبيعة الطرق المحيطة بمنشأة نطنز الإيرانية التي تعرضت إلى تفجير يوليو الماضي وما يحدث في عدد من المحطات والمنشآت النووية، أهمها مفاعل أراك لإنتاج الماء الثقيل، ومحطة بوشهر النووية، ومنجم غاشين لليورانيوم، ومحطة أصفهان لمعالجة اليورانيوم، وموقع بارشين العسكري، ومحطة قم لتخصيب اليورانيوم. وعلى المجتمع الدولي الضغط على إيران لإخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ كونها تفتقد معايير الأمن والسلامة النووية. والسؤال إلى أين يتجه البرنامج النووي الإيراني؟ فمن مصلحة المنطقة أن يكون الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي الإيراني.. إن استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتأتى إلا بإنهاء وتحجيم السلاح النووي الإيراني الذي يعتبر قنبلة موقوتة ستأكل الأخضر واليابس. وعلى العالم الغربي أن ينتبه لخطر القنبلة الموقوتة في إيران. وفي حال حدوث زلزال مدمر في منطقة المفاعل النووي المطل على الخليج العربي، فإنه يخشى من حدوث تسرب نووي أو كارثة بيئية تؤثر على المنطقة بأكملها.ويرى خبراء غربيون أن طهران تحتاج إلى سنتين قبل أن تتمكن من إجراء اختبار نووي ومن ثم فإن الخطوة القادمة التي ينبغي أن يتخذها الغرب هي تشديد العقوبات على طهران وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.نظام خامنئي الداعم الأكبر للإرهاب في العالم يضع مجددا المجتمع الدولي تحت لهيب الإرهاب النووي المزلزل.