المشهد السياسي السوري بعيداً عن كونه مسرحية رتبها وأخرجها نظام الأسد، إلا أن في طياتها جانباً يعكس تماماً عقلية الحكم في سورية بعد 10 سنوات من الحرب، والمسار المحتمل لهذا البلد في حال بقاء الأمر كما هو عليه.
فلا يوجد أكثر تعاسة مثل هذه المسرحية ولا حتى في دول يضرب بها المثل في الفوضى والبدائية السياسية، لا شيء أسوأ من مشهد ترى فيه 51 شخصية تترشح إلى انتخابات الرئاسة السورية، بينما يعلم القاصي والداني أن كل هذه الترتيبات متفق عليها في أجهزة الحكم ولم يعد هذا سراً لدى كل السوريين بما فيهم جمهور النظام.. إن الكذب بات ثقافة في الحالة السورية رغم معرفة الجميع!
المعارضة ليست بأفضل حال من النظام، فهي لا حول لها ولا قوة، يعيش معظمها في المنافي والدول الداعمة، بينما تحاول بعض الشخصيات التماس مع الداخل السوري الذي لم يعد تعنيه كل هذه المشاهد السياسية مادام يفكر يومياً برغيف الخبز.
سورية لم تعد سورية السابقة على الإطلاق، 3 مناطق على هذه الجغرافية هي أشبه بـ3 دول، كل من هذه المناطق له طريقة في التفكير والتعاطي مع الواقع وفقاً لقوانينه الخاصة دون حسيب أو رقيب، لا قانون لا نظام لا أعراف لا شيء واضح المعالم حالة من الهلام تحكم هذا البلد.. ومع ذلك يتجه الأسد إلى مثل هذه الانتخابات بدلاً من إنهاء هذا الوضع الطارئ على سورية منذ الاستقلال.
المرض دب في كل سورية، نظام ومعارضة، إذ وصلت البلاد إلى مستوى العالة على المحيط العربي والإقليمي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لا أحد قادر على ترك هذه الأزمة على حالها ولا أحد قادر على التعامل معها في الوقت ذاته، لقد بلغت اللحظة السورية حالة متقدمة من الحرج وعلى حافة الانفجار، بينما الجميع يتهرب من مسؤولية ما جرى في سورية بمن فيهم السوريون أنفسهم.. تحولت سورية إلى دولة فاشلة سيدفع الجميع ثمن ما وصلت إليه.. بينما يخرج السوريون من المشهد كاملا.