استبقت فرنسا زيارة وزير خارجيتها جان ايف لودريان المرتقبة إلى بيروت خلال الأيام القليلة القادمة بالتهديد والوعيد، كاشفة عن إجراءات عقابية اتخذت بحق شخصيات لبنانية صنفتها بأنها ضالعة في عرقلة مبادرة باريس بشأن تشكيل الحكومة. وكشف مصدر سياسي لبناني مطلع أن التهديد الفرنسي لم يعد مجديا في التعاطي مع القوى السياسية التي لم ولن تحرك ساكنا للانخراط في أي تسوية توقف الانهيار، مضيفا أن مشروع العقوبات لم يؤمن أي إجماع أوروبي، كما أنه لم يعد محط اهتمام واشنطن، وهو ما دفع «صهر عون» جبران باسيل إلى استباق الزيارة بقوله: «إن سياسة العقوبات غير مفيدة في أيّ مكان بالعالم». وحذر من مضارها التي قد تؤدّي إلى إبعاد لبنان عن أوروبا والغرب والأخذ به نحو الشرق. من جهته، دعا خبير الشؤون الأوروبية تمام نور الدين القوى السياسية إلى أن تتخوف من لودريان الذي يمثل الدولة الفرنسية العميقة، والذي بات يمسك بالملف اللبناني بعدما خرج من دوائر الاليزيه. وقال لـ«عكاظ» إن العقوبات الفرنسية اتخذت، ولائحة الأسماء الذين ستطالهم صدرت، ولكن لودريان سيعمد خلال زيارته لجس نبض هذه القوى للمرة الأخيرة إذا ما كانت جادة في تنفيذ المبادرة الفرنسية قبل الإعلان عن الإجراءات العقابية.