لقاء ثلاثي يجمع عون وبري والحريري.
لقاء ثلاثي يجمع عون وبري والحريري.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
شخصت أنظار اللبنانيين إلى زيارة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري إلى عين التينة للقاء رئيس البرلمان نبيه بري اليوم (الإثنين) ، إذ يعول الجميع على هذه الزيارة لتحريك مياه عملية تشكيل الحكومة الراكدة، خاصة وأن الجميع ينظرون إلى هذا الأسبوع على أنه اسبوع الحسم.، والجميع في لبنان بات مضطراً لحسم خياراته من الأزمة الحكومية التي ما زالت تتدحرج مثل كرة النار ولا أحد يعلم نتائج ارتطامها، وإلى أي من الكوارث الإضافية ستؤدي.

فبعد وصول الحريري إلى بيروت مساء (الأحد)، والذي كان الجميع ينتظره لاستيضاح موقفه من حكومة الـ ٢٤ وزيرا، وهي الصيغة التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري على قاعدة 8 وزراء للأطراف الثلاثة دون ثلث معطل، بعدما منح كل الضوء الأخضر لولادة الحكومة، لكن الأجواء التي رافقت وصول الحريري لا تبعث على التفاؤل، خصوصا بعد الإشارات السلبية التي نتجت عن الرئاسة بإرسالها قبل وصوله تشكيلتين حكوميتين إلى البطريرك بشارة الراعي، والتي تبعها اقتراح «صهر الرئيس» جبران باسيل بقيام كل الأطراف المعنية بوضع أسماء مسيحية لاختيار اثنين منها لوزارتيّ الداخلية والعدل.


ورغم نفي مصادر بعبدا أنها لا تقصد أي إشارة سلبية من طرحها، فإن مصادر سياسية مطلعة كشفت لـ«عكاظ» أن التشكيلتين تضمنتا الثلث المعطل، وأن موافقة الحريري لن تكون سهلة، إذ يرفض بشدة منح الثلث المعطل لأي طرف.

مصادر الثنائي الشيعي ترى أن الأمور ذاهبة باتجاه ولادة الحكومة من ٢٤ وزيرا، وأن تسمية الوزيرين المسيحيين المستقلين سيحظيان برضا الأطراف. لكن مصادر «عكاظ» أفادت بأنه حتى لو تشكلت الحكومة، فإنها لن تكون حكومة الإنقاذ بل حكومة انفجار الأزمات بفعل تراكم الملفات العالقة خصوصا رفع الدعم وتأمين التمويل للبطاقة التمويلية، إلى جانب انعدام الثقة الدولية والعربية بالمنظومة الحاكمة.

وأضافت أن التفاؤل والتشاؤم يسيران كتفا إلى كتف في أسبوع الحسم قبل الانفجار، فإن تشكلت الحكومة ستنفجر الملفات وإن لم تشكل سينفجر الشارع، إلا إذا تبلور الموقف الدولي بصورة أوضح والذي كان يركز في الأيام الماضية خلال المشاورات التي يجربها داخل لبنان وخارجه على الاستقرار الأمني وتوفير الدعم للجيش والقوى الأمنية، والتأكيد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ما يتطلب «حكومة مهمة» قد تنزل على اللبنانيين فجأة. فالرهان الخارجي لم يعد يعول على الحكومة التي ما زالت محط نزاع بين فريقي عون والحريري، وإنما الرهان الخارجي تحول الآن للانتخابات النيابية كمحطة لتجديد الطبقة السياسية الحاكمة وتاليا كمخرج سياسي للأزمة القائمة.