طاغوتية وبربرية إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني خلال حرب غزة التي اشتعلت نهاية رمضان الماضي واستشهد فيها ٢٥٠ فلسطينيا، ذكّرت العالم باسره بأنه لا يمكن القفز عن حل القضية الفلسطينية وتجاهلها؛ كونها قنبلة إسلامية وعالمية موقوتة، وتعتبر جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وقضية المسلمين. ومهما تقادمت إلا إنها لم ولن تسقط بالتقادم مع مرور الوقت، بل تتصاعد تارة وتخفت تارة أخرى. والتصعيد الذي شهدته القدس خلال اليومين الماضيين وتحديدا في حي الشيخ جراح المتاخم للقدس ينذر بجولة جديدة من العنجهية الإسرائيلية مع حصول الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة المتطرف بينيت الذي يصفه المراقبون بأنه أكثر يهودية وتشددا من نتنياهو.. وتبدو النار تحت الرماد سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في إسرائيل، فبينما تستعد فيه الفصائل الفلسطينية للتوجه إلى القاهرة لبحث ملفات عدة أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، فإن ما يحدث في القدس وحي الشيخ جراح من استفزازات للمستوطنين واقتحامات للمسجد الأقصى ينبئ بأن الأيام القادمة يمكن أن تشهد تطورات أكثر دراماتيكية على صعيد تفجير الوضع برمته، خصوصا مع اقتراب موعد منح الثقة للحكومة الجديدة في إسرائيل أمام البرلمان (الأحد) القادم. وهنا تتحدث المعلومات والتحليلات عن اتهامات لبنيامين نتنياهو بالتخطيط لتفجير الأوضاع في القدس وإشعال المنطقة انتقاما من عملية الإطاحة به، والحيلولة دون الإعلان عن الحكومة الجديدة. لقد كشفت مشاهد العنف الدموي الإسرائيلي أن جمر الصراع في الشرق الأوسط، وإن خفت في السنوات القليلة الماضية بسبب ظهور أزمات جديدة في المنطقة، إلا أنه لم ينطفئ، إذ تكفيه شرارة صغيرة ليشتعل من جديد ومعه المنطقة برمتها. فقد بلغ مشهد التصعيد مستويات جديدة غير معهودة مؤخرا، بعدما تعرضت تل أبيب والقدس لوابل من الصواريخ أُطلقت من غزّة في عملية سميت بسيف القدس، فيما تعرض القطاع -بدوره- لقصف وغارات ومجازر أدت لدمار كبير. وباتت لغة التهديدات والتهديدات المضادة سيدة الموقف. ويعيش في غزة قرابة مليوني شخص تحاصرهم إسرائيل منذ 2007، وكان مسرحا لثلاثة حروب مدمرة منذ ذلك الوقت بين حماس وإسرائيل في أعوام 2008 و2012 و2014. وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب منذ 2019، وحينها لم تكن بهذه الكثافة. وتزامن انفجار الوضع في الشرق الأوسط مع معطيات داخلية إسرائيلية وفلسطينية بعد خروج نتنياهو من الحياة واضعا حداً لمشواره السياسي. أما حماس، فدخلت في لعبة لي ذراع مع فتح، ومزايدات ومتاجرة بقضية القدس والارتماء في الحضن الإرهابي الإيراني، وتجاهل الأطراف العربية الأصيلة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.