بعد تجفيف منابع تمويله، وتهاوي الاقتصاد الإيراني الممول الرئيسي لمليشيات ووكلاء الإرهاب في المنطقة، بدأ «حزب الله» يبحث عن مصادر تمويل جديدة وغير تقليدية لمواجهة الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها، فاتجه إلى تجارة المخدرات وغسل الأموال وتخزين المتفجرات في أمريكا اللاتينية والقارة السمراء. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذا الهزل المليشياوي الإرهابي هو: إذا كان القاصي والداني يعلمان أنه حزب يعتمد منهج العنف والقتل وسفك الدماء والإرهاب، وإذا كان العالم بأسره على يقين بأنه المهيمن على الدولة اللبنانية التي أصبحت رهينة لدى دويلة الحزب، فلماذا هذا الصمت المطبق من قبل القوى الكبرى الفاعلة على جرائمه الإرهابية؟ ولماذا السعي الحثيث إلى تسمين نظام الملالي ورفع العقوبات عنه، وهو الممول الرئيسي لحزب الله؟ لقد تنوعت أنشطة المليشيات الموالية لنظام قم بين تجارة المخدرات وغسل الأموال، إضافة إلى تغذية الإرهاب والمشاريع الطائفية، لتوسيع تحركاتها. ومع تراجع الدعم الإيراني بدأت المليشيات تعمل على تأمين مواردها عبر التهريب وتجارة المخدرات في العالم، حيث اتجه تجّار حزب الله للتجارة غير الشرعية للأحجار الكريمة وغسل الأموال وتجارة المخدرات والابتزاز الأيديولوجي.وبحسب مراقبين، فإن الحزب يقوم بالتحايل على أنظمة التحويل المالي «سويفت» و«إيبان» لنقل الأموال من دول أمريكا الجنوبية، حيث ينشط رجال أعماله، إلى عدد من الدول الأوروبية غير المتشددة في مراقبة مصادر الأموال، قبل أن ينتهي بها الأمر إلى البنوك اللبنانية المملوكة لرجال أعمال موالين للحزب. ويعول حزب الله في أنشطته على تجار يؤمنون بفكر ولاية الفقيه في عدة دول، فأضحى كارتيلات المخدرات في كولومبيا ومثلث نيجيريا والنيجر وتشاد أكثر مناطق تركز تلك الأنشطة، حيث المعبر الضروري بالنسبة للحزب لنقل الأموال التي يجنيها نحو بنوك أوروبا ومن ثم إلى لبنان حيث مصانع الكبتاجون في لبنان وسورية وتجارته بالمخدرات. ويجب الوقوف حيال ما ذكرته صحيفة «إندبندنت» في تقرير عبر نسختها الفارسية عن أن شخصيات بارزة تابعة لحزب الله ومليشيات إيرانية أخرى تقوم بتصنيع وتجارة المخدرات داخل الأراضي السورية. وتعود شبكة صناعة وتهريب المخدرات وتبييض أموالها لشراء الأسلحة لحزب الله الإرهابي إلى تسعينات القرن الماضي عندما سعى رئيس «منظمة الأمن الخارجي» في الحزب مسؤول تبييض أموال المخدرات في حزب الله عماد مغنية، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، لاستحداث هذا المحور كمصدر أساسي للتمويل إلى جانب الأموال التي تلقاها الحزب من نظام الملالي. ولم يكن أمام النظام الإيراني الذي يقف تحت سيف العقوبات إلا الاستعانة بحزب الله في زراعة المخدرات وتهريبها إلى الدول المجاورة وتبييض أموالها وإرسالها للحرس الثوري لتعزيز ثقافة الإرهاب المرتبط بالمخدرات وتبييض الأموال.